
*تأمل بدقة في الماضي*
*نسمع كثيراً عبارات التحسر على ما مضى والوقوف على أطلال العمر وإطلاق مقولة (انحنا زمانا فات وغناينا مات). والزمان أو تعاقب السنوات وتبدلها ومرور الوقت على الأحداث قد تغير من الأشخاص، وقد تبقى معادن بعضنا الأصيلة كالذهب لا تصدأ.*
*ما مضى من الزمان يتحسر عليه الكثيرون، ففي كل مجلس تسمع ذلك خاصة ممن عايشوا تلك الأيام التي توصف بالعصر الذهبي وتتجلى مقولة (ياحليل ايام زمان) و(أيام زمان كانت أيام) وهيهات أن تعود حيث لا يجدي البكاء على اللبن المسكوب، وقد يجئ ذكر الزمان تفاخراً أو عجباً به ولكل كاريزمته الخاصة به والتي نستبينها من خلال زمن نقضيه في التجوال عبر أزمنة المختلفة.*
*كل يعلّق قائلا: نتمنى جميعنا العودة إلى الماضي.*
*فقلت لهم : ينبعث الحنين للماضي بسبب أربعة عوامل:*
*الأول: المدخلات الثقافية الماضوية التي يتشبع بها العقل المسلم في عصرنا.*
*الثاني: إحباطات الحاضر الناتجة عن مظاهر التخلف الحضاري والهزائم المتلاحقة أمام الخصوم.*
*الثالث: تقديم الماضي بصورة برّاقة وكأنه خال من الانحرافات والسلبيات، مع إلباس التراث البشري لباس الإسلام وكأنه دين يوحى من السماء!*
*الرابع: الفرار من استحقاقات الحاضر وما ينبغي أن يقوم به كل واحد منا لتغيير واقعه، وكأن منجزات الماضي تحققت بمعجزات غيبية وليست بعزائم المسلمين وصبرهم وتضحياتهم!*