تفويض البرهان لخمس سنوات: واجب وطني وصون لكرامة السودان

متابعات:اللحظة نيوز
في ظل الظروف التي يمر بها السودان، وما تشهده الساحة السياسية والعسكرية من تطورات، أصبح التفويض الشعبي للفريق أول عبد الفتاح البرهان لمدة خمس سنوات قادمة ليس مجرد خيار، بل ضرورة وطنية تفرضها المصلحة العليا للدولة والشعب. فالتاريخ يؤكد أن السودان لطالما كان بلد العزة والشموخ، مسنودًا بجيشه وشبابه، بعيدًا عن المشاريع التي تهدف إلى تفتيته أو إضعافه.
يعد الجيش السوداني الدرع الحامي للوطن، والسند الأول لحفظ الأمن والاستقرار، خاصة في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها السودان. ومن هذا المنطلق، فإن استمرار الحكم العسكري بقيادة البرهان يمنح البلاد فرصة لإعادة البناء، وترسيخ الأمن، واستكمال العمليات العسكرية التي تخوضها القوات المسلحة دفاعًا عن وحدة السودان وسيادته.
إن الدعوات إلى الحكم المدني في هذا التوقيت الحساس، بينما تحقق القوات المسلحة تقدمًا على مختلف الجبهات، تثير العديد من التساؤلات حول أهدافها ومن يقف خلفها. فمن يطالب بالتحول المدني الآن، في ظل هذه الظروف، إما أنه يجهل حقيقة المخاطر التي تحيط بالبلاد، أو أنه يخدم أجندات خارجية تهدف إلى إضعاف السودان وإخضاعه لتدخلات لا تخدم مصلحته الوطنية.
لقد بات واضحًا أن بعض القوى التي ترفع شعارات المدنية تسعى إلى تحقيق مكاسب شخصية أو تنفيذ أجندات لا تمت بصلة لمصلحة الشعب السوداني. فهذه القوى لم تقدم نموذجًا واضحًا للإدارة، ولم تستطع خلال الفترات الانتقالية السابقة تحقيق استقرار اقتصادي أو أمني. بل إن وجودها ترافق مع انتشار الفوضى، وتفشي المخدرات، ومحاولات التأثير على قيم المجتمع السوداني المعروفة بالكرم والعفة والشجاعة.
وما يزيد من خطورة هذه الأجندات أن بعضها مدعوم من دول إقليمية تسعى إلى فرض نفوذها على السودان عبر أدوات محلية، تعمل تحت غطاء المدنية والديمقراطية، لكنها في الحقيقة تسعى إلى تفكيك الدولة وإضعاف الجيش لصالح مشاريع خارجية. ولذلك، فإن الوعي الشعبي اليوم أصبح أكثر نضجًا وإدراكًا لهذه المخططات، ولم يعد ينخدع بالشعارات البراقة التي لا تمت للواقع بصلة.
إن المرحلة الحالية تتطلب وقوف جميع السودانيين مع جيشهم وقواتهم المسلحة، والتأكيد على أن استقرار السودان يأتي عبر التفويض العسكري، وليس من خلال التجارب الفاشلة التي أثبتت عدم جدواها. فالدول لا تُبنى بالشعارات، بل بالعمل والتضحيات والقرارات الحاسمة التي تحمي المصالح الوطنية وتحافظ على وحدة البلاد وأمنها.
وبناءً على ذلك، فإن تفويض الفريق أول عبد الفتاح البرهان لخمس سنوات قادمة هو الخيار الأمثل، ليس فقط لضمان استقرار السودان، ولكن أيضًا للحفاظ على كرامة شعبه، وحماية مكتسباته، ومنع أي محاولات لاختراقه أو إضعافه.
لقد أظهر التاريخ أن السودان، بشعبه وجيشه، قادر على الصمود في وجه كل التحديات. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج السودان إلى قيادة قوية وحازمة، تقف في وجه التدخلات الأجنبية، وتحفظ أمنه واستقراره. التفويض للبرهان هو قرار وطني، يُمليه الواجب، وتدعمه الضرورة، ويؤكد عليه كل سوداني غيور على بلده ومصالحه.