بسم الله الرحمن الرحيم ٢٤ مايو ٢٠٢٥م *حلاوة الدعم السريع ،،،،، ومُر الخواتيم* ✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد
متابعة: اللحظة نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم
٢٤ مايو ٢٠٢٥م
*حلاوة الدعم السريع ،،،،، ومُر الخواتيم*
✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد
من بين ركام بيت الوهم خرج الشقي عبد الرحيم دقلو ينفض غبار الهزيمة وعلال الجري عن عارضيه، وعليه من سمات الخذلان ما يملأ الأنفس حسرات، يتغاضى النظر في وجوه شيوخ ونظْار ( *القمر والفلاتة والتُرجم* )
وبالكاد تخرج الكلمات من بين شفاهه الجافة كمن يفتر عن أنباء الخسارة ويطلب منهم التعويض بأن يتكفلوا بما عندهم على معاش الجنجويد، يشدوا لأجلهم القدور الراسيات، ويقدّموا لهم ما إدخروه من سنابل الذُرة والدُخن وما كانوا يعصرون من الزيت،
والنظّار والعُمد والشيوخ في دهشةٍ مما سمعوه بإعتباره إعلان الإفلاس وهُم من راهن على الدعم السريع وباع الإنتماء للوطن الكبير لأجله، ورجاء ماعنده من مالٍ وقوّة كانت ستنقلهم إلى مصاف ما وعدهم به والخروج من دوائر التهميش المتوهم إلى الصفوة صانعة القرار، وصدّقوه وخاضوا معه غمار الحرب، وقدّموا أبناءهم في صفّه يَقتلون اخوتهم السودانيين، يغتصبون النساء وينهبون الأموال، يرتكبون الفظائع، وهُم أي النظّار والعُمد والشيوخ راضون بكُل ما يحدث فقط لأن الرواتب كانت تصلهم في حينها من الشقي عبد الرحيم دقلو.
وما دروا أنَّ المال في أيديهم كان إما مزيّف بمئات المطابع المسروقة من مصانع العُملة ومكنات التصوير المجلوبة من الإمارات والتي وضع الجيش يده عليها، الأمر الذي أثّر على السيولة النقدية على تزييفها لدى الجنجويد.
وإنحسار مساحات النهب حيثُ أُخرجوا من كل المناطق التي كانوا ينهبونها، فضلًا عن الهزائم العسكرية التي أثّرت على سلاسل الإمداد ووفرة المؤن، حيثُ اختل كُل ذلك خللًا لا إصلاح معه البتّة، ووجد الشقي عبد الرحيم نفسه في مواجهة مشكلاتٍ لا طاقةَ لهُ بها، وهي إطعام الأفواه الشرهة والبطون التي لا تشبع، فأسقط في يده وإضطر لكشف حاله أمام القبائل الداعمة له وأمره إيّاها بكفالة المليشيا وإعاشتها، وهكذا إكتشفت هذه القيادات الأهلية فداحة الورطة التي أوقعت نفسها فيها، إذْ لا سبيل للتملّص من الدعم السريع الآن، فقد فات الأوان للتوبة بعدما توغّلوا معه، وخسروا معه رهانهم المنتظر، وإنقلب عليهم يُهلك ما عندهم من أموالٍ وأنعام ومدّخرات غذائهم بعدما أهلك أولادهم وذراريهم، وبعدما دقّ أسافين بينهم وبين المجتمع السوداني.
والخاسرون الذين ساهموا في شركة الدعم السريع كُثر منهم أشخاص ومنهم كيانات قبلية، وتجمّعات سياسية ودُول بل وإمبراطورياتٍ حتى.
فعلى سبيل الأشخاص يبرز ( *بقال ، والربيع ، وبقية مستشاري الدعم السريع* ) مالذي كسبوه من الدعم السريع مقابل خسارتهم الشخصية ووصمهم بالخيانة وملاحقتهم حيثُما وجدوا تتبعهم اللعنات، إذْ لم يجتمع الناس على كراهية أحد وزرايته كما إجتمعوا على كراهية وزراية ( *بقال* ) حتى معيّته من الجنجويد بالغوا في إيذائه مثلما وصفته الجنجويدية ( *المرأة أم شدوق* )
بأقذع الأوصاف.
وعلى مستوى الكيانات السياسية ( *القحاطة* ) مثلًا كانوا في غِنى عن الإرتباط السُرّي مع الجنجويد مما يُتيح لهم خطوط الرجعة للشعب ولكنّهم ساهموا بكُل ما عندهم في ( *الكازينو* ) وخسروا خسارةً مركّبة، خسروا أنفسهم كأشخاصٍ لا يستطيع كبيرهم ( *حمدوك السكران* ) الخروج من باب الفندق المعتاد خشية ما ينتظره من غضب السودانيين هناك، فيُخرجوه من باب الزبالة في صَغار وذلّة، وهذا ما يعانيه كُل قيادات اليسار العلماني، وخسروا كُل مستقبلهم السياسي.
وعلى مستوى الدُول خسرت الإمارات كُل مشروعاتها في السودان ( *إلى الأبد* ) بحول الله وإرادة شعب السودان،
وخسرت سُمعتها وما كانت تدّعيه من سمتها المسالم، ونزوعها لأعمال الخير، وتتعرض سفاراتها على مستوى العالم كُل حينٍ بالتظاهرات المضادة والتجمّعات الساخطة ، مما يثير تساؤلات المراقبين في العالم عن حقيقة دورها في حرب السودان وما إرتكبه حلفاؤها الجنجويد من جرائم، ومشاركتها المباشرة في القتال، وخسائرها المادية والبشرية في نيالا والخرطوم، وتوابيت الجُثث التي زُفّت في صمتٍ مريب دون أن يعلم حتى مواطنيهم أين قُتل هؤلاء وفي سبيل أيّ مصلحة ؟؟
ولحقت خسائر الدعم السريع بدول الرباعية راعية الإطاري والترويكا ونوايا بريطانيا، وفرنسا، وكل الوالغين في شراكة الدعم السريع، خسروا إحترامهم لأنفسهم وتأكّد لهم أنهم جوقة من ( *الأغبياء* ) لم يتبيّنوا الحقيقة لما راهنوا عليه.
أما الإمبراطورية الأمريكية في عهد المتغطرس ترامب ( *حلاب العرب* ) فقد مضى في ذات إجترار الأكاذيب بأنَّ جيش السودان يستخدم الأسلحة الكيميائية في أكبر حملات التدجين لمصلحة الراشي الإماراتي، وهو يهمس في رجاء أن تردّد أمريكا هذه الأكاذيب ليحيق بعدوهم السودان ما حاق بالعراق خلال الكذبة الشهيرة بإمتلاكه أسلحة تدمير شامل، بدليل أنها جاءت بعيد إستلام ترامب كبونات الصرف الترليونية، والفرحة الطافحة في قسمات الدعاية والإعلام الإماراتي الوقح، وبذاءات ما يردّده عن السودان.
إنَّ هزيمة الجنجويد في الخرطوم ومهلكتهم الكبيرة في الصالحة وما يفعله متحرّك الصيّاد من أفاعيل قد تجاوز مداه إلى العالمين، ووقع على أم رؤوس أركان المؤامرة، حيثُ إكتشف الجميع أنّهم راهنوا على بغلٍ أعرج في مضمار خيول المجاهدين.
ونُظّار الفلاتة والقمر والترجم وغيرهم ممن فرض عليهم الشقي عبد الرحيم دقلو هذه الاتاوت قد وقعوا في شرِّ أعمالهم وعليهم من الله ما يستحقون.
وقد أصبح الدعم السريع شركةً خاسرة، حمل تبعاتها كل مُساهم، حملوها في الدنيا هزيمةً مُنكرة وخواتيم وخيمة وتحمّلوها آثام قتل، ونهب أموال، وإغتصاب أعراض
وغدًا عند الله تجتمع الخصوم يا ابن زايد.
ويا آل دقلو الأشقياء وكُل من رافقهم في مشوار الجريمة:
وكل من ذاق حلو الدعم السريع في البداية ،، عليه تجرع مرارة النهاية .
*وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ*