الرئيسية-تقارير تقارير إتفقا على إنشاء القاعدة البحرية….. وزير الخارجية في”موسكو”…….السودان يحقق مكاسب إقتصادية وعسكرية كبرى!

زار الاربعاء الماضي العاصمة الروسية موسكو وزير الخارجية السوداني السفير الدكتور علي يوسف الشريف واجرى مباحثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك..
زيارة الشريف لروسيا لقيت قبولا واهتماما إقليميا ودوليا كبيرا حيث كشف يوسف عن تفاهمات بين السودان وروسيا بشأن القاعدة الروسية على ساحل البحر الأحمر نافيًا وجود أية عقبات بهذا الصدد.
إنشاء قاعدة روسية في السودان قوبل بجدلا واسعا مابين الرفض والقبول والشد والجذب
لكن الخرطوم وموسكو اكدا تفاهماتهم المستمرة حول الموضوع
وفي ديسمبر الماضي وصفت السفارة الروسية في السودان تقارير تحدثت عن رفض الخرطوم استضافة مركز لوجيستي للبحرية الروسية بأنها “كاذبة”
وفي يونيو من نفس العام قال السفير السوداني بموسكو أن السودان «لم يتراجع عن التزاماته ببناء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر، وسيتم تنفيذ المشروع المخطط له»، مجدداً الالتزام الذي أعلن عنه في فبراير (شباط) 2023 حول أن السلطات السودانية سوف تسمح للأسطول الروسي ببناء القاعدة على البحر الأحمر.
تفاهمات سابقة
لم يكن موضوع القاعدة الروسية حديثا ومنذ العام 2017 وخلال زيارة الرئيس السابق عمر البشير إلى موسكو اتفق السودان وروسيا على إنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان لكن الاتفاق لم يتم التصديق عليه
رغم ان روسيا من جانبها سارت في خطوات لمنح الاتفاق قوة قانونية عبر المصادقة عليه في مجلس (النواب).
وفكرة القاعدة الروسية تكمن في رغبة موسكو في مواجهة الضغوط الأميركية فقد كان التدخل الروسي في سوريا والدور الذي لعبته في بقاء الأسد دافعًا للبشير وقتها لأن يكون لروسيا دور في السودان كي يخفف من تلك الضغوط.
لكن ما جرى أن إنشاء القاعدة العسكرية دخل دائرة النسيان ولم يتطرق أحد إليه حتى أعلن المجلس الانتقالي في العام 2019 تعليق البروتوكول الموقع بين السودان وروسيا إلى حين التصديق عليه ثم ما لبث أن فوجئ الجميع بصدور مرسوم من الرئيس الروسي بوتين بإنشاء قاعدة في بورتسودان!.
ولكن وزير الخارجية في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي في ختام زيارته لموسكو أكد على مواقف روسيا الداعمة للسودان، مستشهدًا بإحباط موسكو إرسال قوات دولية للسودان بـ(الفيتو).
من جانبه، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بموقف السودان الداعم للموقف الروسي في حربها مع أوكرانيا، منتقدًا وبشدة العقوبات الغربية
نقاط على الحروف
تعثرت اتفاقية القاعدة الروسية أكثر من مرة بسبب تقلبات الأوضاع في السودان
ويتيح الاتفاق الذي ينتظر أن تتبلور ملامحه النهائية قريباً توسيع حرية الحركة للسفن الحربية الروسية في البحر الأحمر ويمنح موسكو الحق في نشر 300 عسكري و4 سفن في القاعدة
ويرى المحلل السباسي الفاتح محجوب ان زيارة وزير الخارجية السوداني الى روسيا حسمت اخيرا ملف القاعدة الروسية ووضعت النقاط في الحروف حيث تم الاتفاق بين البلدين على مواصفات القاعدة الروسية التي تسع لاربعة سفن حربية منها ماقد بعمل بالطاقة النووية
واضاف خلال حديثه لـ(النورس نيوز) حيث يعمل في القاعدة 200جندي روسي وتقدم القاعدة خدمات التموين والتشوين بالوقود والمؤن والصيانة باعتبارها اول قاعدة رسمية للجمهورية الروسية في افريقيا
واوضح اتفق البلدان على التنسيق السياسي بينهما في كل المحافل الدولية وبالطبع التعاون سيتم بينهما في المجال العسكري وهو امر مهم جدا للحكومة السودانية في الوقت الراهن بنفس اهمية التعاون السياسي بين البلدين في المحافل الدولية.
اما بخصوص الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس السيادة الى روسيا قال محجوب انها سيتم من خلالها التوقيع النهائي على اتفاقية القاعدة الروسية في البحر الاحمر وتفاصيل الاتفاقيات في مجال الاقتصاد والطاقة والمعادن والزراعة
ونوه الى ان الاتفاقية مهمة جدا للدولتين السودانية والروسية وترسي أسس التعاون بينهما في كافة المجالات الاخرى سياسيا واقتصاديا وقد تساهم في اعادة اعمار السودان بعد انقضاء الحرب
دلالات استراتيجية
بينما يشير الخبير العسكري اللواء معاش سعد حسن فضل الله الى ان زيارة وزير الخارجية السوداني إلى روسيا تحمل دلالات استراتيجية وسياسية متعددة، تعكس تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في ظل التطورات الإقليمية والدولية
واوضح الى ان تعزيز التعاون العسكري أحد أبرز نتائج هذه الزيارة هو التوصل إلى اتفاق بين السودان وروسيا بشأن إنشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر في السودان
بجانب البعد الاقتصادي والاستثماري الذي تسعى السودان إلى جذب الاستثمارات الروسية في مجالات متعددة مثل الذهب، النفط، الغاز، والكهرباء مما يسهم في تعزيز الاقتصاد السوداني وتطوير بنيته التحتية.
وابان خلال حديثه لـ(النورس) الى ان الزيارة تعكس توجهاً استراتيجياً نحو تعزيز التعاون الثنائي في المجالات العسكرية والاقتصادية، مع التأكيد على سيادة السودان ورفض التدخلات الخارجية
اما بخصوص الزيارة المرتفعة للبرهان والوفد المرافق له الى موسكو
لم يمضي فضل الله بعيدا عن حديث المحلل الساسي محجوب ليقول ان هذه الزيارة تدل على تأكيد التفاهات التى حدثت مع القيادة الروسية وتعبيرا لشكر روسيا على موقفها القوى والدعم فى مجلس الامن بجانب ملف القاعدة الروسية سيكون حاضرا فى اللقاء لحوجة روسيا لها خاصة بعد فقدانها لقواعدها فى سوريا
مشيرا الى ان مرافقة وزير الدفاع أو مدير منظومة الصناعات الدفاعية للبرهان تعنى أن التعاون العسكرى سيظل مطرح نقاش وسيقدم الوفد طلباته من الأسلحة والذخائر وبالاخص مستلزمات الطيران والدبابات والطيران المسير
مرافقة وزير الصناعات المالية تعنى أن الملف الاقتصادي يطرح نفسه بقوة
وتوقع ان يطلب الروس الاسراع فى إقامة القاعدة العسكرية بالبحر الاحمر
وفي منحى اخر قال فضل الله نرى الرؤساء يدرون غربا تجاه أمريكا بينما البرهان يهرول شرقا تجاه روسيا وهذه الخطوة من شأنها تغير اللغة الدبلوماسية الامريكية تجاه السودان ومد الجزرة للتخفيف من التقارب السودانى الروسى بحب تعبيره