المهندس امين سعد رئيس لجنة الإسناد المدني بالخرطوم

حوار: ”المجد نيوز”
-نحاول قدر الإمكان إستنهاض الجهود الشعبية
-لدينا اهتمام بقطاع التكايا والجوانب النفسية للأطفال
-التمويل معضلة حقيقية نواجهها الان
حوار – المجد نيوز : حفية نور الدائم – انتصار فضل الله
ادوار ومهام كبيرة تقع على عاتق اللجنة العليا للمقاومة الشعبية والإستنفار في ولاية الخرطوم؛ في ظل ظروف الحرب وتدهور الأوضاع الصحية والبيئة مما قاد إلى ضرورة إنبساق لجان أخرى تتوزع الأدوار فكانت لجنة الإسناد المدني واحدة ضمن الأقسام الجديدة التي وضعت أمامها ملفات خطيرة لتدارك الوضع الاني.
. ” رسال نيوز – والمجد نيوز” التقيا المهندس امين سعد رئيس اللجنة في هذه المساحة للتعريف باللجنة وما قدمته
“نص المقابلة “
*حدثنا عن لجنة الإسناد المدني ومهامها وبداية تكوينها ؟
-هي واحدة من ثمانية لجان موجودة في اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم؛ و تتكون لجنتنا من عدة شعب منها شعبة الإعمار – والخدمات- المبادرات – العمل الإنساني – وشعبة الحكم المحلي، يدير عمل اللجنة رئيس ونائب رئيس ومقرر ورؤساء الشعب.
العمل الرئيسي للجنة التخفيف من آثار الحرب التي انعكست على المواطين الذين ظلوا صامدين في رقعتها الجغرافيه والذين خرجوا من ديارهم ثم عادوا؛ الان تعمل اللجنة على إعادة مؤسسات الدولة إلى الخدمة خاصة المؤسسات الخدمية لسابق عهدها قبل تاريخ اندلاع الحرب؛ نظرا أن حجم الدمار في محليات ولاية الخرطوم كان كبير ومهول وغير مسبوق، نحن نحاول قدر الإمكان إستنهاض الجهود الشعبية لإعادة تلك المؤسسات للعمل في كل المجالات “صحة – خدمات – بيئة”.. وصحة البيئة تشمل محاربة نواقل الامراض ونقل الجثامين من الشوارع والمنازل والمدافن في الميادين وسط الأحياء وتحويلها لمكانها الطبيعي في المقابر الرسمية المعروفة؛ وأريد أن أوضح أن لجنة الإسناد المدني ليس بديل للجهاز التنفيذي بأي حال من الأحوال
كما لدينا اهتمام بقطاع كبير يقف على توفير الغذاء للمواطنين وهو قطاع التكايا والاطعام ففي هذا الجانب لدينا عمل جبار تقوم به شعبتي الخدمات والمبادرات؛ هذا القطاع بدأ بإستنهاض الجهود الشعبية؛ وطبعا “التكايا ” ارث سوداني معروف لعب دور غير مسبوق في هذه الحرب؛ وقد شمل الكثير من القطاعات حتى وصل إلى” تكايا لبن ” للأطفال.
من جانب آخر لدينا اهتمام بالجوانب النفسية للذين ظلوا صامدين فترة الحرب خصوصا الأطفال حيث أنشأت اللجنة بالتعاون مع بعض المبادرات مركز نفسي لدعم الأطفال وهذه أعمال بسيطة مقارنة بما تقوم به لجنة الإسناد؛ وبحمد لله عقدنا قبل أيام لقاءنا التداولي الأول بعد إكتمال هياكل لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية على المستوى المحلي؛ وعقدنا لقاءات في كل لجان الإسناد المدني بالمحليات بحضور رؤساء لجان الاستنفار والمقاومة الشعبية بالمحليات؛ ورئاسة لجنة الإسناد المدني في الولاية؛ وكل الرؤساء كانو حضور في المؤتمر.
*ماذا ناقش المؤتمر؟
-ناقش كل القضايا المناط بها و قدمت شعبة الخدمات والإعمار الموجهات العامة التي تعمل بها اللجنة؛ واتمنى ان تواصل المحليات في ذات النسق لتوحيد رؤى الإعمار فنحن لا نريد العودة إلى الوراء ؛ حتى الآن نعمل بالطريقة التقليدية القديمة فما يهمنا الان تقديم الخدمة للمواطن أكثر من العمل على الإعمار وهذا وضعنا له خطط كبيرة برؤى جديدة للإعمار التي تغير ثقافة الشعب وتغيير مفهوم البناء من “الزنك – الجالوص” إلى البناء المتقدم تحسبا لأي مشاكل قادمة في المستقبل وحتى لا نعود لمثل هذه النقطة من الدمار “والخراب “؛ وبحمد لله وضعت اللجنة دراسة جريئة جدا وكبيرة تحوي احلام كبيرة وذلك بالاستعانة بخبراء سودانين في مختلف أنحاء العالم ؛ للتفكير خارج الصندوق وإنشاء مدن صناعية كبيرة على مستوى الإقليم لتصبح محط أنظار العالم في جلب إستثمارات كبيرة للسودان وولاية الخرطوم
*ماهي أبرز الخطط والمشاريع التي وضعتها اللجنة لفترة ما بعد الحرب وآلية التمويل لها؟
-الخطط كبيرة ومتكاملة تشمل القطاعات الزراعية والصناعية والإسكان فكل هذه الأنشطة سيتم تنفيذها برؤى التمدد الأفقي في العاصمة والإسراع في البناء الراسي فهذه نحاول التوصل فيها لتشريعات مع الجهاز التنفيذي
اما بخصوص التمويل فهو يمثل مشكلة؛ فحاليا نواجه مشكلة إنعدام الموارد بالتالي عملنا على إستنهاض المجهود الشعبي لإعادة النظام الصحي للعمل وتصليح وحفر الآبار وهي مسائل لا تحتاج لامكانيات كبيرة وتمت معالجتها بالمجهود الشعبي
وبالتأكيد أن فترة الإعمار ستأتي بأفكار جديدة وسوف تحتاج لتمويل كبير وبلا شك أن الدولة وحدها لا تستطيع تحمل التكاليف بالتالي نحتاج لكيفية جلب الإستثمارات التي تعمل على إعمار البلاد
*هل هناك خطة زمنية محددة لهذا العمل؟
-لا أستطيع وضع سقف زمني محدد في ظل استمرار الحرب؛ فالتمويل لم يعد هو التمويل بشكله القديم فهو مرتبط بالجانب السياسي والدولي وغيره
*ماهي إنجازات اللجنة خلال العام الماضي؟
-العام 2024م كان عام لجنة الخدمات والإعمار بلا منازع فكل عمل اللجنة قام على هذه الشعبة.؛ فبدأنا بالجهود الشعبية وعملنا مراكز صحية في محيط شمال محلية أمدرمان التي بدأ فيها التطهير ؛ كما عملنا على إعادة إعمار العديد من المراكز وذلك بمشاركة المقاومة الشعبية والمستنفرين
*ما قمتم به في جانب نقل الجثامين من الأحياء السكنية؟
قمنا بتدخلات مباشرة في جمع رفاة الجثامين التي تحللت وتم دفنها في المقابر وهناك جثامين تم تكفينها ب”بطاطين وملايات” في منطقة القلعة جنوب مدينة الشهداء وفي الشرفية وفي مناطق عديدة وكانت هناك قبور موجودة وهناك مواطنين قاموا بدفن أهاليهم أمام منازلهم على سبيل المثال جثمان المرحوم صلاح أبو العلا فهذا الأمر يحتاج لإجراءات أخرى خاصة بالطب العدلي؛ والصحة إلى جانب النيابة العامة
واضيف أن الاجراءات القانونية والصحية وغيرها تأخذ وقت وعليها تكلفة ماليه نأمل أن تسهل الحكومة الاتحادية الإجراءات وتتكفل الدولة بنقل الجثامين من الأحياء إلى المقابر الكبيرة الرئيسية؛ الان توجد حوالي 39 مقبرة في القلعة ومقبرتان كبار في الشهداء وعدد 12 من القبور في الشريفية والقماير كلها موجودة حاليا ولم يتم حولها تصرف ما لم يتوفر المال اللازم لإنجاز العملية بواسطة الطب العدلي؛ نظرا أن الرسوم عالية جدا وبعض الأسر عاجزة تماما عن توفيرها
*توجد قبور في مدرستي الهجرة وعثمان صالح هل تم نقلها؟
-حتى الآن لم تقوم اللجنة بنقل اي قبور من أي مدرسة وكما ذكرت تواجه نقل القبور والحثامين تحديات قانونية واجرائية ومالية
*متى يتم تدخل اللجنة عند تطهير المناطق ودحر المليشيا؟
-لا تتمكن اللجنة من الدخول والقيام بأعمال النظافة واصحاح البيئة وحمل الانقاض وإزاحة العربات التي تسد الطرق والشوارع عند تطهير المدن في بدايتها؛ وإنما يأتي دورنا بعد دخول المركز القومي لإزالة الألغام؛ واشير إلى أن لجنة المقاومة الشعبية تضم وحدة كبيرة لشعبة إزالة مخلفات الحرب وفيها عدد مقدر من المتخصصين عسكريين ومدنيين الذين التحقوا بدورات تدريبية مما جعل المناطق التي تحررت مؤخرا في بحري الان نظيفة وخالية تماما من بعض ملوثات البيئة واقول
الان تقوم اللجان بلعب دور كبير لتخفيف آثار الحرب في بحري وذلك بالتعاون مع السلطات المحلية بدأ في الظهو
*كلمة أخيرة؟