أخبار عاجلة

ربك بعد الغروب… حين تصير المدينة فخاً مفتوحاً للموت

تحقيق استقصائي بقلم: [صهيب عجب]

ربك بعد الغروب… حين تصير المدينة فخاً مفتوحاً للموت
تحقيق استقصائي بقلم: [صهيب عجب]

اللحظة نيوز:ربك – ولاية النيل الأبيض

في مساءٍ عادي من مساءات ربك الهادئة ظاهرياً، خرج الشاب (ابن عمي) حسام حسن الصديق العجب من منطقة “الاستاد”، قاصداً منزله في مربع 21. لم يكن يدري أن هذا الطريق القصير سيتحوّل إلى نقطة تحول في حياته، وأن المدينة التي نشأ فيها ستباغته بأبشع صورها: مدينة تنام على فوضى، وتستيقظ على دماء مواطنيها.

في منتصف الطريق، وفي وضح العتمة، اعترضه شخصان مسلحان بالسكاكين والسواطير، لم يطلبا سوى المال، ولم يمنحاه سوى خيارين: “ادفع أو ننهي الأمر.” قبل أن ينطق، ارتفع الساطور وهبط على وجهه بقوة، ليكسر أسنانه، ويتركه ينزف على الرصيف.

هذه ليست حادثة معزولة. هذه صورة مصغرة من واقع خطير.

شوارع تتحول إلى مصائد:

ما حدث لحسام ليس صدفة. بل هو واحد من عشرات – وربما مئات – الحوادث التي لا تُسجَّل، ولا يُعلن عنها، والتي باتت ترسم ملامح مدينة تفقد أمنها تدريجياً.
منذ شهور، بدأ الأهالي يلاحظون نمطاً متكرراً:

-الهجمات الليلية

-استخدام السكاكين والسواطير

-غياب تام للدوريات

-تردد في التبليغ، خوفاً من اللا جدوى

“نحن بقينا نحبس أولادنا بعد المغرب. ما بنقدر نتحرك، لا نشتري حاجة، لا نطلع مشوار.”
بهذه العبارة يلخص أحد سكان مربع 18 الوضع.
ربك، التي كانت آمنة، صارت مدينة تختبئ من الليل.

الانفلات لا يأتي فجأة:

ما نشهده اليوم في ربك، نتيجة طبيعية لتراكمات:

-ضعف الانتشار الأمني

-قلة الاستجابة لبلاغات المواطنين

-عدم ملاحقة المجرمين بصرامة

-التساهل في حيازة السلاح الأبيض

بل إن المجرمين باتوا يتحدثون بثقة، ويتحركون بجرأة، وكأنهم يملكون المدينة بعد غروب الشمس.

الشرطة… غائبة أم مغيبة؟

أين الشرطة؟
لماذا لا نرى نقاط تفتيش حقيقية في الطرقات الخطرة؟
لماذا لا تُسيَّر دوريات راجلة وراكبة في الأحياء الهشة أمنياً؟
هل تنتظر الجهات الأمنية أن تقع الكارثة الكبرى حتى تبدأ التحرك؟

ربما لو كان حسام قد فارق الحياة، لتلقى المجرمون بعض الملاحقة، لكن مادام ما يزال على قيد الحياة – بأسنان محطمة ووجه غارق بالدم – فالأمر مجرد “بلاغ آخر”.

رسالة إلى والي النيل الأبيض ومدير الشرطة:

هذا التقرير، ليس للنشر فقط. بل صرخة موثقة من أرض الحدث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
سياسة الخصوصية