اعمدة الرأي

الإعلام الإلكتروني وتأثيره على المجتمع: السودان نموذجًا بقلم: محمد فتح الرحمن بشير

متابعات: اللحظة نيوز

الإعلام الإلكتروني وتأثيره على المجتمع: السودان نموذجًا
بقلم: محمد فتح الرحمن بشير

في عصر التحول الرقمي المتسارع، لم يعد الإعلام الإلكتروني مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح محركًا أساسيًا في توجيه الرأي العام، وتشكيل الوعي الجمعي، وتحفيز التغيير. وقد برز هذا التأثير بشكل واضح في عدد من الدول، من بينها السودان، حيث لعب الإعلام الرقمي دورًا محوريًا في الأحداث المفصلية التي عاشها المجتمع خلال العقد الأخير.
حين صارت الكلمة أداة للتغيير …
في خضم الحراك الذي أدى إلى الإطاحة بالنظام السابق عام 2019، كان الإعلام الإلكتروني، وخصوصًا وسائل التواصل الاجتماعي، هو المنصة التي نقلت الصوت مهما كان اتجاهه ، وكسرت التعتيم الإعلامي، ونسّقت بين مختلف المدن . تحولت الهواتف الذكية إلى غرف أخبار متنقلة، وساهمت صفحات مثل “الزول كافيه”، “تجمع المهنيين”، و”نحن معاكم” في تشكيل طريقة و وعي مختلف، مستقل، بشكل موحد و مدرب باحترافية …
وأصبح منصة ورافدا أساسيا للمعلومة السياسية والمجتمعية..
لقد لعب الإعلام الرقمي في السودان دورًا غير مسبوق. أصبح المواطن أكثر دراية ومتابعة لمفاهيم مثل: الحكم المدني، حقوق الإنسان، العدالة الانتقالية، ومكافحة الفساد. وهي مفاهيم لم تكن متداولة بنفس الزخم قبل صعود هذا النوع من الإعلام.
ورغم الإيجابيات، فإن الإعلام الإلكتروني في السودان واجه أيضًا تحديات حقيقية، مثل انتشار الشائعات، وتضارب المعلومات، والاستخدام السياسي الموجّه للمنصات، فضلًا عن ضعف البنية التحتية للإنترنت وتقييد الحريات الرقمية أحيانًا، مما أعاق دوره في فترات حرجة ..
إن تجارب السودان تؤكد أن الإعلام الإلكتروني يمكن أن يكون قوة بنّاءة، شرط أن يُدار بوعي. و من المهم تعزيز التربية الإعلامية في المدارس، ودعم الصحافة الرقمية المستقلة، وإصدار تشريعات تحمي حرية التعبير وتحارب خطاب الكراهية.
السودان قدم مثالًا حيًّا على قدرة الإعلام الإلكتروني على التأثير في الواقع، والتغيير، وفي ظل التحديات المستمرة، تبقى الحاجة ماسة إلى إعلام رقمي ناضج ، يبني ولا يهدم، يُهدي للنور ولا يُضلل، ويُسهم في دفع السودان نحو الاستقرار والنهضة…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
سياسة الخصوصية