
كشف نائب مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار أن هناك جهوداً تُبذل حالياً لإحياء مسار تنفيذ اتفاق جوبا رغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب الدائرة في البلاد، والتي وصفها بأنها تشكل تهديداً حقيقياً لوجود الدولة السودانية نفسها.
جاء ذالك خلال الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحركة الشعبية، حيث أشار إلى أن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وفي مقدمتها الحرب، جعلت من الصعب تقييم تنفيذ اتفاق جوبا بشكل شامل. وقال: “الوضع الحالي في السودان أفرز واقعاً جديداً معقداً، ولا يمكن النظر إلى الاتفاقية بنفس النظرة السابقة، لأن هناك تهديداً مباشراً لكيان الدولة”.
وقال عقار أن بعض البنود الواردة في اتفاقية جوبا شهدت تقدماً في تنفيذها، فيما بقيت بنود أخرى دون تحريك يُذكر، ما يتطلب تقييماً موضوعياً وشاملاً لعملية السلام في ضوء المستجدات الأمنية والسياسية.
وتُعد اتفاقية جوبا للسلام، التي تم توقيعها في أكتوبر 2020، من أبرز محاولات إنهاء الصراع المسلح في السودان، حيث تضم عدداً من الحركات المسلحة والجهات الموقعة التي تسعى إلى تحقيق السلام المستدام، ومعالجة قضايا التهميش والتنمية والعدالة الانتقالية.
وأوضح عقار في خطابه إلى ضرورة تكثيف الجهود لإعادة تفعيل الاتفاق، والعمل على استيعاب المتغيرات الحالية في أي عملية مراجعة أو تفعيل جديدة. كما دعا الأطراف كافة إلى وضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، والعمل من أجل وحدة واستقرار السودان في ظل الأوضاع الحرجة التي تعيشها البلاد حالياً.
الجدير بالذكر أن تلك التصريحات جاءت في وقت تتزايد فيه الدعوات المحلية والدولية إلى وقف الحرب وإيجاد تسوية سياسية شاملة تُنهي معاناة المدنيين، وتفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من البناء والسلام.