روسيا يتهم بعض الدول بالسعي لتقسيم السودان بخطة ديمقراطية

متابعات:اللحظة
حمدوك لحضور مؤتمر إنساني حول السودان في لندن المقرر منتصف أبريل، ليكون ممثل السودان الرئيسي، محاولة منها لتعزيز وزنه السياسي والحصول على “الدعم الدولي” (البريطانيون يدعون حوالي عشرين وزير خارجية من الإقليم) واستخدام نتائج الاجتماع بما يتناسب مع خططهم في مجلس الأمن الدولي. وعلى الرغم من ذلك، فإن المنظمين لا يعتبرون من الضروري دعوة السودانيين أنفسهم لمناقشة قضاياهم الداخلية.
وأضاف السفير الروسي انه وبشكل عام، تظهر خلف “مجموعة نيروبي و”صمود” نفس الرعاة الخارجيين، وخاصة البريطانيين، الذين يسعون بشتى الطرق لإعادة السودان إلى مسارهم “الديمقراطي”، لكن بشكل مقسم. ومن هنا، يمكن فهم النشاط المتزايد من قبل لندن وغيرها من العواصم الأوروبية لاستئناف الحوار مع بورتسودان، حيث زارها مبعوثوهم بشكل متكرر في الأشهر الأخيرة. بينما كانوا قد امتنعوا عن التواصل مع السلطات الشرعية لمدة عامين، آملين على الانتصار الكامل للمتمردين.
وأوضح السفير اندريه انه وفي ظل هذه الظروف الصعبة، انهم يقدرون عاليا جهود قيادة السودان لاستعادة المبادرة السياسية من أيدي المتمردين والغربيين.
مشيرا بشكل خاص إلى اعتماد القوى السياسية الوطنية في فبراير الماضي في مدينة بورتسودان “خارطة طريق” للتسوية الداخلية في البلاد، والتي قال انها حظيت بدعم من رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان مضيفا انه وفي إطار هذه الخطة، قام السودانيون بإجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية لعام 2019، بهدف تكييفها مع الظروف السياسية الراهنة. وزاد بقوله:( نحن واثقون بأنهم يمتلكون الإمكانيات اللازمة لحل مشاكلهم الداخلية بأنفسهم، من خلال توافق وطني شامل، دون أي تدخلات خارجية. كما يُمكنهم تحديد مستقبل بلادهم وحماية سيادتها وسلامة أراضيها. ونؤمن بأن الشعب السوداني سينجح في تجاوز هذه المرحلة العويصة من تاريخه وسيخرج من الأزمة متماسكًا وموحدًا) ..
وفي سياق العلاقات الروسية السودانية الراهنة وآفاق تطويرها قال السفير اندريه انه من المشجع أن نلاحظ أن تعاوننا يشهد تصاعدًا ملحوظًا. نحن نثمن العزم الواضح لدى القيادة السودانية على بناء شراكة استراتيجية مع روسيا. تجلت هذه الديناميكية الإيجابية في زيادة الاتصالات الرسمية على جميع المستويات. هناك تنسيق وثيق بين الجانبين في الأمم المتحدة حول القضايا السودانية وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك،
واضاف السفير ان بلاده نقضت في نهاية العام الماضي مشروع القرار البريطاني في مجلس الأمن، مما حال دون تمكين الأعداء من خلق أي مبررات للتدخل الخارجي، واضطرهم إلى الخروج من “الظل” والانخراط بنشاط في العمل على خطة جديدة، مع الحفاظ على نفس الأهداف السابقة.
وكشف السفير عن سعى القطاع الخاص الروسي للحاق بركب التعاون، حيث أبدى اهتمامًا متزايدًا بالدخول إلى السوق السودانية. في الأشهر الأخيرة، مضيفا ان عدة وفود تجارية روسية زارت بورتسودان، حيث ناقشت مع الشركاء مشاريع ملموسة تعود بالنفع على الطرفين. وزاد بقوله :(بشكل عام، كان السودان ولا يزال صديقًا موثوقًا وشريكًا لنا. وبطبيعة الحال، نأخذ في الاعتبار موقعه الاستراتيجي الهام، الذي يمكن أن يجعله أحد أبرز مراكز الخدمات اللوجستية في إفريقيا، وأحد أعمدة استقرار المنطقة. وهذا ما تسعى بعض “القوى الديمقراطية الهاربة”، مشعلي وداعمي الصراع، إلى منعه بكل السبل، مهما كانت تضحيات الشعب السوداني الغريب بالنسبة لهم.مبديا استعداد بلاده لتقديم الدعم الكامل لعودة الأوضاع في السودان إلى طبيعتها، بالإضافة إلى دراسة إمكانية المشاركة في مشاريع إعادة إعمار البنية التحتية التي تضررت بشكل كبير خلال النزاع.
وحول ملف القاعدة الروسية على البحر الأحمر قال السفير الروسي أن إنشاء نقطة الدعم التقني للبحرية الروسية هو من اختصاص العسكريين. ومع ذلك، أرى أن وجود أي قاعدة سيساهم بشكل كبير في استقرار الوضع السياسي في منطقة البحر الأحمر، وخاصة في السودان نفسه. وسيتيح ذلك المجال للمستثمرين الأجانب (وليس الروس فقط) الذين يخشون حاليًا على أمن رؤوس أموالهم.