اعمدة الرأي

“هل هذا قصر؟ إذن هي أميرة!” — حكمة من فم طفل بقلم / محمد فتح الرحمن بشير

متابعة: اللحظة نيوز

“هل هذا قصر؟ إذن هي أميرة!” — حكمة من فم طفل
بقلم / محمد فتح الرحمن بشير

في إحدى أمسياتنا الهادئة ..، وبينما كنا نشاهد معًا أحد أفلام الكرتون، التفت إليّ ابني، صاحب السنوات القليلة، وسألني ببراءة:
“بابا، هذه البنت، هل هي بنت الملك؟”
ابتسمت وسألته: “بتسأل ليه؟”
فأجابني بثقة الأطفال وصدقهم: “لأنو بيتهم كبير!”

ضحكت من القلب، لا سخريةً من منطقه، بل إعجابًا بطريقة تفكيره الطفولية. ففي نظره، البيت الكبير لا يمكن أن يسكنه إلا ملك، ولا يمكن أن تعيش فيه إلا أميرة. وربما، في عالمه البسيط، لا فرق بين الغنى والحكم، ولا بين الفخامة والسلطة.
هذا الموقف جعلني أتأمل كيف يرى الأطفال العالم. هم لا يملكون القواعد المعقدة التي تحكم منطقنا نحن الكبار. بل يعيشون وفق روابط يصنعها الخيال، ويمنحهم الفضول أدواتهم الخاصة لفهم هذا العالم الواسع.
الطفل حين يتخيل، لا يكذب. هو فقط يروي الحقيقة كما يراها من نافذته الصغيرة. والجميل أن تلك النافذة، وإن بدت محدودة، فهي تطل على عالم لا نهائي من المعاني والدلالات.
وهنا تكمن الحكمة: ليس كل ما يقوله الطفل مجرد تسلية أو سذاجة، بل في كلماته دروسٌ عن البساطة، والخيال، والنظر للأشياء دون تعقيد. فلو تعلمنا أن نرى العالم أحيانًا بعيون الأطفال، لأدركنا أن الفهم لا يحتاج دائمًا إلى منطق… بل إلى قلب نقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
سياسة الخصوصية