اعمدة الرأي

حلق في عالم الأمل … فالسودان لا يموت …. بقلم/ محمد فتح بشير

متابعة: اللحظة نيوز

عصفت الحرب بالبيوت، وتناثرت الأحلام مع الركام، ورغم ذلك يقف السوداني شامخًا، رغم الألم،و رغم الفقد، و رغم كل الأبواب التي أُغلقت في وجهه. لكن — ومهما ضاقت الحياة — فالمفاتيح كثيرة، وأن الإله واحد، جبار لا يغلق بابًا إلا ليفتح خيرًا منه.

… أيها السوداني العظيم…
حلّق في عالم التفاؤل، ولا تدع دخان الحرب يحجب عنك ضوء الرجاء.
إن ما نمرّ به اليوم لا يعبّر عن نهاية، بل عن مخاض ميلاد جديد لوطنٍ نحبه بقدر ما تألمنا لأجله.
نعم، خسرنا الكثير…
لكننا لم نخسر أنفسنا ، لم نخسر إرادتنا، ولم نخسر إنسانيتنا.
انظر حولك.. فهناك من يقتسم كسرة الخبز مع جاره، و هناك من يحتضن طفلًا لا يعرف اسمه و هناك من يرفع دعاءً لا لوطنٍ فقط، بل لشعب بأكمله.
هذه ليست مجرد مظاهر عابرة…
…. هذه ملامح سودانية أصيلة، لا تموت بالحرب، ولا تنكسر بالنزوح.
ومن قلب الخراب، ما زلنا نزرع الورود.
و من بين الدموع، تولد الابتسامة.
و من تحت الرماد، يخرج جيل أقوى، أصدق، وأشدّ حبًا لهذا الوطن الجريح.
فيا من تقطعت بك السبل، ويا من ودّعت الأحباب ، ويا من تنام على خوف…
اعلم أن الله معنا ، يسمع أنيننا، ويرى سكب دموعنا، ولن يترك هذا الصبر بلا جزاء.
كل باب أُغلق… وراءه باب آخر ينتظر أن يفتح.
وكل ليل، وإن طال ، له فجر لا بد أن يبزغ.
فالسودان لا يموت… والسوداني لا ينكسر.
فانهض، وكن النور في هذا الظلام.
ازرع الأمل، وإن كان الكاهل مثقلا .
وآمن… أن ما بعد الحرب، حياة…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
سياسة الخصوصية