اعمدة الرأي

بسم الله الرحمن الرحيم ٢٣ مايو ٢٠٢٥م *عقوبات أمريكا ،،، بندق في بحر* ✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد

متابعة: اللحظة نيوز

 

أعلنت الخارجية الأمريكية فرض عقوبات على السودان جراء فعلته التي فعل، وهي إستخدامه للأسلحة الكيميائية في العام الماضي بحسب التقصّي الأمريكي لإستخدامات هذا النوع من السلاح ( *المميت* ).
ولذلك نزلت قائمة الحظر الأمريكي النافذة في يونيو القادم، وهي إذْ لم تفعل ذلك لن تكون أمريكا التي عرفها السودان ( *عبر القرون* ) العنوان مستمد من كتاب مكّي شبيكة عليه شئابيب الرحمة، إذْ أغلقت حقول النفط في هجليج وفلج، وطمرت الآبار بالأسمنت لأنّ النميري أعلن قوانين الشريعة الإسلامية عام ١٩٨٣م، وخلال تعاقب الحكومات ديموقراطية وعسكرية، ظلّ قيد العقوبات في عُنق السودان امعانًا في الإستعلاء والصلف، إذْ كيف تجرؤ دولة أن تختار ما يناسب شعبها ولا يناسب أمريكا.
وأمريكا التي غزت العراق ودمّرته وأعادته للقرون الوسطى بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل ووقوف وزير الدفاع كولن باول ممسكًا بصور مزيفة عن وجود هذه الأسلحة، وإرغامه الأعضاء على تصديقه، ثُمّ إعترافه بعد إنتهاء الحرب وحريق العراق بأنّ الصور لم تكن حقيقية.
وأمريكا هي التي ضربت مصنع الشفاء في شهر أغسطس من العام ١٩٩٨م بذريعة إنتاج الاسلحة الكيميائية، ثُمّ تأكّد لاحقًا أنّه مجرّد إدعاء لتبرير العدوان، وأنّ المصنع مخصّص لصناعة الأدوية، بل إنها ومن خلال جولات التفاوض مع السودان وإزالة شكّها طلبت فحص مصانع التصنيع الحربي، وفحصت حتى مياه الصرف لخلاصات المصانع حتى تجد أثرًا لسلاح كيميائي ولم تجده ، ومع هذا لم تقر بالخطأ ولم تعتذر عن العدوان ( *إستكبارًا في الأرض* ).
وأمريكا التي ظلّت تطالب بحُكم ديموقراطي ليبرالي على نهجها حتى إذا وصلت كوادرهم وعملاؤهم ( *القحّاطة* ) للحُكم لم يقدّموا لهم مثقال ذرّةٍ من دعم، بل أجبروهم على إقتطاع ( *ثلاثمائة مليون دولار* ) بدعوى تعويضات لأُسر من قُتلوا في تفجير سفارة أمريكا في نيروبي عام ١٩٩٨م وإتهام السودان بلا دليل، وهو ما قضت به المحكمة الأمريكية ببراءة السودان، ومع كُل هذا غصب الأمريكان هذا المال من الحاكم الهوان وقتها ( *حمدوك السكران* )
هذا الإتهام الامريكي يقع فقط في السياق السياسي والإبتزاز، بعيدًا عن البيّنات والشواهد، والعالم كلّه يراقب ما جرى في السودان من إستهدافٍ لأصوله وأهله، وتاريخه ومستقبله بدعمٍ أمريكي سياسي لمّا كان السفير الأمريكي ستيفن كوتيتيس ومن بعده جود فري اللذان قادا كُل مراحل الإطاري حتى بوابة الحرب ثُم دعمها للحرب من خلال ربيبتها الإمارات المتخمة المخازن بالسلاح الأمريكي والصفقات المشبوهة لمصلحة القطط السمان، وتدفّق هذا السلاح ( *الأمريكي* ) لا يتم إلّا بالعلم والإذن الأمريكي المُسبق، مما تشترطه أمريكا عند عقود بيع السلاح لعملائها في الشرق الأوسط خشية أن يتسرّب للأيدي الخطأ، ويهدّد أمن الكيان الصهيونيّ، والمصالح الأمريكية في المنطقة، ولذلك أعطت الإذن للإمارات لمد الجنجويد بالسلاح والذخائر والطيران المسيّر حتى يهزموا جيش السودان ويسيطر حميدتي والقحّاطة على السودان ويسرجوه حتى تركب أمريكا على ظهر أعظم كنز من الأرض والإنسان والتاريخ والتأثير .
والشاهد وجود المدفع الأمريكي ( *هاوتزر 155m* ) في الصالحة حيثُ إستولت عليه القوّات المسلّحة ضمن مخازن سلاح الجنجويد، وهو الذي كان يقصف عشوائيًا الخرطوم وبحري وأم درمان، حيثُ يبلغ مداه أربعين كيلو متر، فكيف وصل المدفع الأمريكي إلى الجنجويد ؟؟؟
وهذا دليلٌ واضح وليس مجرد إدعاء بأنَّ أمريكا عبر الإمارات هي جسر الإمداد بأدوات القتل والتدمير في السودان.
الآن وعيون العالم ترصد وتشاهد إنتصارات الجيش السوداني وقوّات إسناده علمت أمريكا أنَّ مشروعها الصهيوإماراتي قد فشل تمامًا في السودان، ولا سبيل لعملائها القحّاطة للعودة إليه ليس حُكامًا بالطبع، بل حتى كمواطنين عاديين من فرط غيظ الشعب عليهم، وأنَّ الإمارات التي بنت أحلامها على أرض الفشقة وأغوار ما بين النيل والبحر الأحمر، والذهب، والثروة الحيوانية والموانئ، والعبور البرّي لعُمق الغرب الأفريقي، كلّها تبخّرت ولن تنال منها شيئًا بحول الله وإرادة الشعب السوداني، ولأن أمريكا رأت الشعب السوداني يحنُّ إلى دينه ومعتقده ويعودُ اليه كما تعود الإبل إلى فصائلها من بعد إغترابٍ بمنهج القحّاطة الذين إستهدفوا الإسلام في أصوله ورموزه، ورفضوا الإعتراف بحقّ الله وذكر إسمه في وثيقتهم وأوراقهم الرسمية وخطاباتهم للعامّة والخاصّة، فضلًا عن الإنحراف الأخلاقي الذي رسّخوه في نصوص القوانين.
لما رأت أمريكا كُل ذلك ساءها بالطبع أن يصفعها السودان للمرّة الثانية، وما تزال تتحسس أثر ( *جزمة البشير* ) حيّاه الله، تتحسّسه في رأسها وكبريائها، وإجتهدت أن تسلّمه للمحكمة الجنائية وعجزت لأنَّ الله يدافع عن الذين آمنوا.
وهكذا لم يبقَ لأمريكا من سبيلٍ غير ممارسة الكذب والتدليس بادعاء أنَّ الجيش إستخدم أسلحةً كيميائية ضد الجنجويد ( *رغم انهم يستاهلوها لو توفّرت* ) وذلك لتبرير فرض عقوبات جديدة.
والبشريات أنَّ أمريكا حاصرت السودان ( *٣٦ سنة* ) ولم تتأثر وتيرة الحياة، بل حدثت مشروعات تنمية مليارية مع إحتفاظ السودان بوافر كرامته وصميم عزمه.
وبالتأكيد للبرهان ( *جزمة* ) كما كانت للبشير يضعها في أم الرأس الأمريكي وعلى رأس ترامب هذا المعتوه المتغطرس، الذي أغدق عليه العرب الترليونات وما إن وصل إلى بلاده سخر منهم وقال إنهم ظنَّوا بأنهم سيخدعونني بعشاء فاخر على صحاف من ذهب، فقلتُ لهم إما أن تمشوا في خطّي أو لا تضيّعوا وقتي، فإختاروا التوقيع طائعين، وأنَّ قصورهم التي تعجبهم أقل من فخامة من أي برجٍ لترامب.
نعم هذا ردّه على من سكب الأموال في حضرته،
والسودان ليس لديه إلّا كرامة شعبه، وأعقاب أحذية رؤسائه وهذا ما نملكه.
فأبشر بطول سلامة يا وطن، نحنُ مع الله القويّ ومن كان مع الله كان اللهُ معه، وما أقواه من حرزٍ، وما أعظمها من معيّة، أمّا العقوبات فهي ( *بندق في بحر* ) بمعنى بلا طائل.
والعالم شاهدٌ على الكذب الأمريكي، وهو يتبسّم من وراء إستغشاء الثياب.

*والمتغطّي بأمريكا عريان*

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
سياسة الخصوصية