☘️🌹☘️ *همس الحروف* *الاجتماع الأول لمجلس وزراء الولاية الشمالية في عهد الفريق عبد الرحمن* ✍️ *د. الباقر عبد القيوم علي*
متابعة: اللحظة نيوز

الولاية الشمالية تضيف اليوم سطراً جديداً في دفتر الشأن العام ، وذلك بإنعقد أول اجتماع لمجلس وزرائها في ظرف استثنائي بعد تولي سعادة الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد زمامها ، معلنة أن صوت الدولة لا يغيب ، وأن حبر السيادة لا يجف مهما اشتدت العواصف ، وتحت قيادة هذا الرجل لم يكن اجتماعاً يضاف إلى سرديات البيروقراطية ، لانه كان بحسابات تحمل نكهة مختلفة، ويؤكد هذا الإجتماع أنه فعلاً سيادياً ينبض بالإرادة و الإدارة و فن القيادة، ويفرض نفسه على واقع التحديات ، و لم يكن إجتماعاً من أجل تدبير تفاصيل مرحلة فقط ، ولكن ليُعلن بهيئة الدولة وبصوتها العالي : أن الشمال حاضر ، ومتيقظ ، ومحصن ، وأن الدولة وإن ترنحت أطرافها لا تزال قادرة على الإمساك بمفاصلها الجوهرية في وجه هذه المليشيا العابثة ، وفي خضم اللحظة الحرجة التي تتداخل فيها شراسة العدو مع رهافة فسحة الأمل .
تجلت أهمية هذا الاجتماع في رمزيته أولاً ، كونه الاجتماع رقم (1) للمجلس ، مما يُشكل حجر الأساس لبناء منظومة الحكم المحلي في ظل الظروف الراهنة ، ويعكس حرص القيادة الولائية على ترسيخ دعائم الحكم الرشيد وتفعيل أدوات الدولة رغم تعقيدات المرحلة ، كما أنه جاء في توقيت حساس ، والولاية تئن تحت وطأة الشائعات التي تبثها غرف المليشيا ، والتي تحاول من خلالها النيل من استقرار الولاية ، وزعزعة ثقة المواطن في مؤسساتها .
لقد استمع المجلس إلى الموقف الأمني بالولاية، وخرج برسالة طمأنينة صادقة للمواطنين ، مفادها أن الأوضاع مستقرة ، وأن الولاية عصية على التخاذل والاختراق ، بفضل تماسك الأجهزة النظامية ويقظة مجتمعها ، كما أوصى المجلس بدحض الشائعات المسمومة التي تطلقها المليشيات العميلة ، محذراً من خطورة الانجرار وراء الأبواق المغرضة التي تسعى لإضعاف الجبهة الداخلية وبث الهلع .
وفي موقف يدل على جاهزية الدولة ، أكد المجلس أن القوات المسلحة السودانية في أقصى درجات التأهب والاستعداد لمواجهة أي طارئ ، وأن ساعة الحسم لن تكون إلا في صالح الوطن ، كما شدد على ضرورة تعزيز دور المقاومة الشعبية ، باعتبارها الحاضنة التي لا تُخترق ، وخط الدفاع الأول عن الأرض والعرض ، داعياً إلى رفع الحس الأمني والانتباه إلى كل ما يهدد السلم المجتمعي .
ولم يقتصر المجلس على الملفات الأمنية فقط ، و أبان عن بعد نظر اقتصادي وتنموي ، حيث أجاز بمرسوم مؤقت فرض رسم ولائي لدعم المجهود الحربي في لفتة تؤكد أن الحرب ليست فقط على جبهات القتال ، و أنما في ميادين العمل والإنتاج أيضاً ، كما إعتمد تقرير أداء الولاية للربع الأول من العام 2025 ، مشيداً بالوزارات التي واصلت تقديم الخدمات رغم قسوة الظروف وشح الإمكانات .
وفي خطوة تعكس التوازن بين مقتضيات الأمن ومتطلبات التنمية، قرر المجلس تخفيض رسوم الأراضي الاستثمارية بنسبة 50%، ووجه بإيقاف كل أشكال التحصيل غير القانوني ، كما وافق على تخصيص قطعة أرض لإقامة محطة للطاقة الشمسية ، في إشارة واضحة إلى التطلع نحو المستقبل ، رغم صخب الحاضر .
إن هذا الاجتماع التاريخي في زمانه و مكانه لم يكن مجرد لقاء إداري روتيني ، لأنه يعتبر بمثابة إعلان مهم بأن الولاية الشمالية لن تفرط في إستقرارها أبداً ، ولن تترك مواطنيها بلا حماية أو أمل ، نعم لقد كانت هذه الجلسة عبارة عن رسالة وطنية ، وسياسية ، وأخلاقية ، مفادها أن الدولة حاضرة ، و أن المواطن واع ، و الأرض محروسة بعزم رجالها و نساءها الذين آمنوا أن السودان لا يبنى بالكلام ، و لكن بالفعل … فكهذا في زمن الحرب، لا تكتب الملاحم في ساحات القتال وحدها ، و لكن هنالك في مقارّ صنع القرار يتم صناعتها ، و أن إنسان الشمال سينتصر و سيشارك عموم أهل السودان بهذا النصر لا محال بفضل وحدته ، وجديته ، وصبره ، وعزيمته .
و نصر من الله و فتح قريب