
متابعات: اللحظة نيوز
تشهد مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، أوضاعًا أمنية متدهورة منذ استعادة الجيش السوداني السيطرة عليها في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأفادت مصادر إعلامية وشهادات محلية بأن العديد من الأسر التي عادت إلى المدينة بدأت في مغادرتها مجددًا بسبب الانفلات الأمني، الناجم عن مسلحين موالين للجيش.
وذكرت منصة “أم القرى” على موقع “فيسبوك”، المعروفة بمصداقيتها، أن بعض المسلحين الذين يرتدون زي الجيش السوداني يقتحمون الأحياء السكنية ويسرقون المنازل تحت تهديد السلاح. وأضافت المنصة أن المواطنين يتعرضون لحالات اعتقال عشوائية ومضايقات، خاصة خلال ساعات الليل، مما دفع كثيرين إلى الفرار خشية استمرار هذه الحوادث.
وأكدت “أم القرى” ضرورة التدخل العاجل لإخلاء المنطقة من جميع المسلحين بمختلف تشكيلاتهم، وتعزيز قدرات قوات الشرطة ونشرها لضبط الأمن. كما دعت إلى وقف عمليات المداهمة العشوائية، وأن تُنفَّذ فقط تحت إشراف النيابات، للحيلولة دون تفاقم الأوضاع.
منذ استعادة الجيش السيطرة على المدينة، شهدت ود مدني عمليات تصفية ميدانية ضد المدنيين على يد فصائل متطرفة تابعة للنظام المعزول، من بينهم عشرات من رعايا دولة جنوب السودان، مما أدى إلى أزمة حادة بين البلدين.
وخلال اجتياح المدينة، قُتل وفُقد عشرات المدنيين خارج نطاق القانون، تحت مزاعم التعاون مع “قوات الدعم السريع”. وفي فبراير/شباط، عاد مئات النازحين إلى ود مدني من ولايات شرقي البلاد ومن نهر النيل شمالًا.
وقالت مصادر محلية إن الأوضاع الأمنية بلغت مستويات “مقلقة جدًا”، حيث يعيش المواطنون في حالة من الرعب بسبب تزايد الانتهاكات. وأوضحت أن بعض العائدين اشتكوا من مماطلة الشرطة والأجهزة الأمنية في تسليم ممتلكاتهم المنهوبة، مثل السيارات والأثاث، رغم العثور عليها والتحفظ عليها داخل المراكز الأمنية.
وطالب المواطنون السلطات باتخاذ إجراءات صارمة لمنع انتشار السلاح بين الأفراد غير النظاميين داخل الأحياء والأسواق. وأفادت المصادر بانتشار أعداد كبيرة من المسلحين، بعضهم بزي الجيش السوداني وآخرون بملابس مدنية، بينهم أطفال مجندون دون سن 18 عامًا.
وقال ناشطون ، إن عشرات الأحياء باتت شبه خالية بسبب التردي الأمني وفقدان الشعور بالأمان، ما دفع كثيرًا من النازحين إلى مغادرتها مجددًا. كما يواجه العائدون صعوبات في الحصول على مياه الشرب النظيفة والخدمات الأساسية، وسط أوضاع إنسانية متدهورة.