اعمدة الرأي

☘️🌹☘️ *همس الحروف* *الولاية الشمالية تودّع الفوج الأول من حجاج بيت الله في مشهد مهيب* ✍️ *د. الباقر عبد القيوم علي*

متابعة: اللحظة نيوز

 

في مشهد مهيب مفعم بالإيمانيات و الخشوع ، تعالت فيه أكف الضراعة و تهامست عنده الأرواح النقية بنداء الرجاء ، و عند المكان و في الزمان المحددين ودعت الولاية الشمالية في كرنفال بهيج الفوج الأول من حجاج (البحر) ، المتوجهين إلى ميناء سواكن في طريقهم إلى الديار المقدسة، ضمن ستة أفواج تضم 288 حاجاً وحاجةً من مختلف محليات الولاية ، وذلك من مباني أمانة الحج و العمرة بمدينة دنقلا .

ونحن نواكب هذا الحدث الروحي الجليل ، و نستصحب في وجداننا رائعة الشيخ أبو كساوي ، الذي سكب وجده في أبيات شعره التي يقول فيها :

قالوا الحجيج قطع
طالب نور البقع

قلبي زاد وجع
حماني القيد منع

و عند هذا الموقف نبضت الكلماته بمعاني الشوق العميق ، و الحنين الجارف ، و الانكسار عند أعتاب الحضرة الإلهية ، و
هكذا إمتزجت مشاعر الفرح بماء التوق ، و توشح الوداع بعمق الإيمان ، لتغدو لحظة السفر إلى بيت الله الحرام لحظة وطنية و إنسانية بامتياز ، تُحمل فيها الدعوات و تُرفع فيها التوصيات بأن يكون حج هذا العام مبروراً وسعيهم مشكوراً ، متمنين لهم عوداً حميداً يملأ الوطن نوراً و أملاً و ذنباً مغفوراً لهم و لنا إن شاء الله .

وتقدم وداع الحجيج حادي ركب الولاية الشمالية سعادة اللواء ركن (م) عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم ، برفقة عدد من أعضاء حكومته ، و لجنة أمن الولاية و لفيف من القيادات الرسمية و الشعبية ، وقد خاطبهم بكلمات صادقة مؤثرة ، هنأهم فيها بنيل هذا الشرف العظيم في ظل هذه الظروف الإستثنائية التي تمر بها البلاد ، مؤكداً أن إختيارهم لأداء هذه الفريضة هو اصطفاء إلهي ، و فضل كبير يستحق الحمد و الشكر .

ودعهم سعادة الوالي ، و من حوله الحضور ، وقلوب الجميع تفيض محبةً ، والألسن تهمس بالدعاء و القلوب مليئة بالرجاء ، ولسان حالنا يقول : اللهم بلغهم ، وتقبل منهم ، و أكرمهم بتمام المناسك .

كان الوداع أكثر من لحظة بروتوكولية ، في مشهد وجداني اجتمع فيه حب الوطن بأمنياته ، و الروح بصفائها ، والوجدان برجائه ، و الجميع يسال الله لهم في كل خطوة يخطونها في طريقهم إلى بيت الله الحرام بالقبول ، و نحن نرسل معهم دعواتنا بأن تحفهم البركة ، وتصحبهم السلامة ، وأن يكون حجهم حج صدق و إخلاص ، و كلنا رجاء عند وقفتهم في كل مقام و مشعر ، و في عرفات و المشاعر ، و في ظلال الكعبة المشرفة ، أن يمنّ الله على بلادنا بالنصر المؤزر و أن يثبت قواتنا المسلحة الباسلة ، و أن يطهر تراب السودان من دنس التمرد و الخيانة و العمالة و الإرتزاق ، و أن يعم الأمن و الامان و الاستقرار سائر ربوع سوداننا ، ليعودوا وقد حملوا بين أكفهم نور الحج ، وبين دعواتهم فجر وطن يتلمس الطريق نحو الطمأنينة والعزّة .

و أكد سيادته أن حكومة الولاية لم و لن تدخر جهداً في تهيئة كل السبل و تسهيل الإجراءات لحجيج هذا العام ، بالتنسيق الكامل مع الجهات المختصة ، و تقديم كل ما من شأنه أن يسهم في أداء المناسك على أكمل وجه ، و أوصى الحجاج بالتحلي بالصبر و الانضباط ، و روح التعاون و التآخي ، و الالتزام بالتعليمات الإدارية ، والظهور بالمظهر المشرف الذي يليق بأبناء الولاية الشمالية ، و خصوصاً انهم أهل لتمثيل أرض الشمال الطيبة ، و هم يحملون في صدورهم دعوات الأمهات ، وتطلعات الوطن ، و آمال الذين ينتظرون عودتهم بتمام العافية و الخير الوفير ،

نحن جميعنا نرفع أكف الضراعة لله عز وجل بأن يجعل حجهم حجاً مبروراً ، و سعيهم سعي مشكوراً ، و أن يغفر ذنوبهم ، وأن يعيدهم إلى وطنهم و أهليهم سالمين غانمين و آمنين ، و قد ازدانت قلوبهم بنور و وهج الإيمان ، و نرجو منهم أن يذكروا الوطن في عرفات ، و أن هنالك رجالاً يرابطون في الثغور من أجل أن نعيش آمنين ، و أن يذكروا دعوة النصر و التمكين لهم ، لأن الله لا يرد ما تلهج به حناجر الحجيج .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
سياسة الخصوصية