اعمدة الرأي

شاهد علي الحق ٠٠٠بعثة الحج السودانية الانصاف والتأني مطلوب:

متابعات: اللحظة نيوز

من المؤسف أننا كسوانيين نتأثر بقوة غير عادية ونتفاعل مع أول خبر صحفي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. وبعدها يصبح كل ما ورد في هذا الخبر بجميع تفاصيله في حكم المسلم به… وهذا الامر اضر بالمصالح العليا للبلاد كثيرا في الآونة الأخيرة… حتى اصبحت الميديا ميدان كل مغرض راغب في التشفي وتشويه السمعة والصورة…
انا هنا لست في مقام المدافع عن بعثة الحج… فالبعثة لديها الادارة التي بإمكانها أن تقدم دفوعاتها وتفند جميع أو جزء من المعلومات التي تم ترويجها عن موظفيها.. والتي بعضها واضح في التلفيق والتضليل من واقع بعض المعلومات المؤكدة لدي التي تجعلني على يقين تام بكذبها وعلى سبيل المثال (موضوع الهدي… حيث أن البعثة تقوم بالتعاقد مع مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي) وهذا التعاقد يتم تحت مظلة وإشراف وزارة الحج والعمرة السعودية ويتم سداد مبالغ الهدي إما إلكترونيا عبر النظام المخصص لذلك أو بواسطة شيكات يتم تسليمها للإدارة المختصة بالمشروع…
للأسف الشديد (بعض) نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في سبيل حصد أكبر قدر من المشاهدات والمتابعات يحاول إظهار نفسه في صورة محارب الفساد والغيرة على البلاد ويبدأ في مخاطبة عواطف المتلقين والذين تتكرس المعلومات في اذهانهم فتصبح غير قابلة للتكذيب فيبدأ تداول الامر كأنه كونت لجنة تقصي حقائق مختصة وتم اكتشاف تورط هذا المسؤول أو ذاك الموظف…
فتبدأ الشتائم والاتهامات تنهال جزافا على موظفي الدولة … وأنا لا أتكلم فقط عن موظفي بعثة الحج بل جميع موظفي الدولة الذي وقع عدد كبير منهم ضحية مثل هذه الحملات المغرضة…

من الأساليب التي ينتهجها هؤلاء أن يقوموا بتصوير مقطع فيديو (وقد يعكس قصورا محدودا في جانب محدود) ثم يبدأ بحشو الموضوع بالمعلومات المضللة التي يجد المواطنون أنفسهم معها وقد تلقوا كل كلمة وردت فيها بالقبول والتصديق متأثير بما رأوه في مقطع الفيديو … وهو حقيقة أسلوب شيطاني ينتهجه الشياطين و الكهان والعرافون(فيذكرون كلمة صحيحة ويزيدون عليها ١٠٠ كذبة كما أشار لذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم) .. ويبدأ النسج والتأليف في اسغلال لعدم معرفة السواد الاعظم من الناس لتفاصيل الامور وبواطنها وملابساتها..

لا أدعي أن موسم البعثة كان مثاليا خاليا من الاخطاء… لكن هذه الاخطاء ليست بالحجم الذي حاول اصحاب الحملة الاعلامية الموجهة ضد البعثة عكسها للمواطن المتلقي… وليس هذا تقليلا من حجم الاخطاء لأن الحجاج من حقهم أن يستمتعوا بأفضل الخدمات نظير المبالغ الكبيرة التي دفعوها… (وهي ليست الأعلى بين البعثات بالمناسبة كما حاول اصحاب الحملة ايهام الناس) بل تعتبر في ظل ارتفاع الخدمات عامة من بين الاقل مقارنة بالخدمات التي تتضمنها رحلة الحاج السوداني ومقارنة بتكلفة الحج في دول أخرى…

نحن نحتاج الى قدر كبير من الوعي والتثبت والتعاطي بمسؤولية ووطنية مع المعلومات التي نتلقاها من الميديا… فليس كل ما في هذه الميديا صحيحا فضلا عن ان يكون صادرا ممن يريد فعلا ان يصلح… حتى لا نكون سببا في هدم وطننا العزيز…

نحتاج إلى النقد البناء.. والدقة والامانة في النقل… وأن يكون ذلك بغرض الاصلاح ومساعدة الدولة على كشف التجاوزات والمخالفات… وليس بغرض التشفي والإساءة والتضليل المغرض..

نحتاج لمنح الجهات المختصة فرصتها في تقصي الحقائق بصورة محايدة للوصول الى نتائج صحيحة (لا تظلمون ولا تظلمون)… لا أن نبدأ في ممارسة الضغط على الدولة حتى توقعها بين خيارين لا ثالث لهما: إما ان تتخذ اجراءا عقابيا ضد الموظف ؛ أو نتهمها بالتواطوء مع الفساد…
ما هكذا تنهض الأمم… بل لابد من التوازن والانصاف في كل شيء…

إن الهجوم الحاد والانسياق خلف الشائعات وتشويه السمعة لموظفي الدولة المبني على معلومات مضللة أصبح هاجسا وسببا في إعراض كثير من الكفاءات عن المناصب الحكومية… وهو بذلك يتحول إلى معول هدم للوطن… فنحن لن نأتي بموظفي من خارج هذا العالم … بل هم بشر مثلنا يصيبون ويخطؤون … فلنفسح المجال للدولة في تقصي الحقائق والمحاسبة إن وجد ما يستدعي المحاسبة…

للأسف الشديد بعض هذه الحملات يكون الدافع الاساسي منها الخلافات الشخصية بين منسوبي المؤسسة الحكومية الواحدة ورغبة بعض الموظفين في افشال زملائهم دون مراعاة المصلحة العامة والمؤسسة الحكومية التي يعملون بها
نسأل الله أن يصلح حال بلادنا وأن يلهمنا الصواب والتوفيق والسداد
والله من وراء القصد
وهو الهادي إلى سواء السبيل

من شهادات الحاضرين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
سياسة الخصوصية