موجز الأخبار | أقوال الصحف

*هل يورث الفن*

رحلة بين الجينات ، الألوان، والأنغام…
هل الموهبة تجري في العروق؟ هل يرث الأبناء الفن كما يرثون لون العيون؟

الفن.. بين الجينات والبيئة..
يقول العلماء إن بعض القدرات الإبداعية قد تكون جزءًا من تركيبتنا الوراثية. مثلًا:
بعض الناس يولدون بأذن موسيقية حساسة، تميز النغمات بدقة.
آخرون يملكون عينًا تلتقط الجمال في التفاصيل، من زوايا الضوء إلى تعبير الوجوه.
لكن، الجينات وحدها لا تكفي.
فالبيئة تصنع الفارق!
لو نشأت في بيت تملؤه الألوان، أو تعودت أن تستيقظ على صوت نغمات أوتار العود، ستتشكل داخلك بذور الفن، حتى لو لم تكن فنانًا بالفطرة…
فهناك فنان يُنجب فنانًا؟
فمثلا ..
محمد وردي، أسطورة الطرب السوداني، لم يكن فنانًا فقط، بل كان مدرسة.
ابنه عبدالوهاب وردي سار على خطاه ، فغنّى وأبدع، وإن كان بطابعه الخاص.
والفنان التشكيلي شيخ الفنانين إبراهيم الصلحي، أحد مؤسسي الفن التشكيلي في السودان، لم يورّث الريشة فقط، بل فتح الطريق لأجيال من العائله .. ..
هل هو فن بالفطرة.. أم بالتربية؟
الجواب؟ مزيج من الاثنين.
الفن يُمكن أن يكون فطرة، ولكن بدون رعاية، يُذبل.
وكذلك، من لا يملك موهبة بالفطرة، قد يكتسبها بالممارسة والدعم.
تخيّل طفلاً صغيرًا يرسم بجانب والده الفنان، أو يراقب أمه تعزف. هذا الطفل لا ينسى.
إنه يتعلّم من البيئة ، من المزاج، من نبرة الصوت، من الألوان التي تحيط به.
الفن لا يموت، بل يُورَّث ويُعلَّم
قد لا تكتب الجينات اسم الفنان على جبين الطفل، لكن البيئة قد تفعل.
وكم من فنانٍ أنجب فنانين، لا لأنهم “ورثوا الفن” حرفيًا، بل لأنهم عاشوه، تنفّسوه، وتشرّبوه منذ الطفولة.
فهل ترث الفن؟
ربما…
لكنك بالتأكيد تستطيع أن تنقله، وتبنيه، وتبدعه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
سياسة الخصوصية