*لماذا يحتاج أطفالنا وشبابنا إلى التربية الإعلامية* *؟* بقلم / محمد فتح الرحمن بشير
متابعة اللحظة نيوز:-

*لماذا يحتاج أطفالنا وشبابنا إلى التربية الإعلامية* *؟*
بقلم / محمد فتح الرحمن بشير
في زمنٍ أصبح فيه الهاتف الذكي أقرب إلى الطفل من الكتاب، وأصبحت الأخبار تنتقل إليه قبل أن يطلبها، بات من الضروري أن نُعلّم أبناءنا كيف يفكرون فيما يرونه ويسمعونه.
التربية الإعلامية ليست مادة دراسية تقليدية، بل هي درع حماية وأداة تمكين للجيل القادم، في عالم تسيطر عليه الشاشات والمعلومات المتدفقة.
ما هي التربية الإعلامية؟
هي ببساطة، القدرة على فهم الإعلام وتحليله، التحقق من صحته، والتفاعل معه بطريقة واعية. إنها تُعلّم أبناءنا
كيف يميّزون بين الخبر الصادق والمضلل.
كيف يطرحون الأسئلة الصحيحة.
كيف ينتجون محتوى نافعًا بدلًا من أن يكونوا مجرد مستهلكين.
لماذا هي مهمة الآن أكثر من أي وقت مضى؟
لأن الأطفال يولدون في عالم رقمي :
لم يعد الطفل يحتاج إلى الانتظار حتى يكبر ليتعامل مع الإعلام؛ فاليوم، يتعامل مع الشاشات منذ سنواته الأولى. التربية الإعلامية تمنحه وعيًا مبكرًا يُساعده على اختيار ما يشاهده ويفهمه.
و لأن التضليل أصبح أكثر ذكاءً:
اصبح من السهل الوقوع في فخ الأخبار الكاذبة أو المؤثرين غير الصادقين. ومع كل ضغطة زر، يمكن أن يتأثر الطفل بمعلومة خاطئة أو فكرة منحرفة.
هنا، تأتي التربية الإعلامية كحائط صد ضد الخداع والتأثير السلبي.
و لأننا نريد جيلاً يعبر عن نفسه باحترام ..
التربية الإعلامية لا تُعلّم أبناءنا فقط كيف يفكرون، بل أيضًا كيف يتحدثون ويكتبون ويشاركون أفكارهم بمسؤولية، وهذا يخلق بيئة رقمية أكثر أخلاقًا وإنسانية.
ولأن المجتمع بحاجة إلى شباب واعٍ ومؤثر ..
الإعلام أداة تغيير. من يتقنه يملك صوتًا أقوى. بتعليم شبابنا كيف يتعاملون مع الإعلام، فإننا نُعدّهم ليكونوا قادة رأي، لا أتباعًا…
وهنا السؤال ..ماذا يحدث عندما نُهمل التربية الإعلامية؟
يتعرض الأطفال لمحتوى خطر دون أن يشعروا.
تنتشر الشائعات والأكاذيب بسرعة أكبر.
تضعف قدرة الشباب على التفكير النقدي.
تكثر ظواهر مثل التنمر الرقمي، والتطرف الفكري، والانسياق وراء “الترند” دون وعي.
التربية الإعلامية اليوم، ليست مجرد إضافة إلى المنهج، بل ضرورة تربوية ومجتمعية.
إذا أردنا لأطفالنا أن ينجحوا في هذا العصر، يجب أن نُزوّدهم بما هو أكثر من المعلومات اي نمنحهم القدرة على الفهم، والتمييز، والتأثير.
فالإعلام لن يتوقف عن النمو، ولكن بوعيهم، يمكنهم أن يكونوا قادة لا ضحايا.