لقد جلس الآلاف من الطلاب والطالبات للامتحانات في ظروف قد لا تُحتمل في دول أخرى، ولكنهم أصروا على أن يُكملوا الرحلة، وكان لكل نتيجة طُبعت على ورقة الشهادة حكاية من النضال والإصرار.

دور وزارة التربية والتعليم كان حاضرًا بكل وضوح ، لضمان قيام الامتحانات بسلاسة، رغم التحديات. لم تكتفِ الوزارة بالتخطيط والتنسيق، بل بادرت إلى فتح قنوات دعم للطلاب في ما بعد النتائج، عبر آليات قبول مرنة، وبرامج تعليمية تُراعي خصوصية الظروف التي مرّ بها العام الدراسي.
المراكز الخارجية في الدول الأخرى – من مصر، إلى السعودية، قطر، الإمارات، تركيا، وغيرها – كانت شاهدًا آخر على مدى اهتمام الدولة أينما وجدوا. لقد حرصت وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع الخارجية على إقامة هذه المراكز وفق أعلى درجات التأمين والانضباط، ليتمكّن أبناء السودان بالخارج من نيل فرص متساوية في الامتحانات. لقد شكّلت هذه المراكز جسرًا وطنيًا يربط أبناء الوطن بأرضهم رغم البُعد، ويؤكد أن التعليم في السودان لا يعترف بالحدود.

فما بين مَن جلسوا للامتحانات في مدارس العاصمة التي تُحاصرها التحديات، ومَن جلسوا لها في المراكز الخارجية وهم يحملون الحنين في قلوبهم، كانت روح الطالب السوداني واحدة: المثابرة والكرامة والطموح.

إلى كل من أحرز نتيجة – سواء كانت كما تمنّى أم أقل – نقول: لقد أنجزت ما عجز عنه الكثيرون، وأثبتّ أن جيل السودان لا يُقهر. والعبرة ليست في الرقم وحده، بل في الرحلة التي خضتها، وفي العزم الذي حملته على كتفيك.

فامضِ إلى الأمام، فالوطن في انتظارك، والعالم لا يزال يفتح لك أبوابه… والسودان يفخر بك، داخل حدوده وخارجها.