اعمدة الرأي

بسم الله الرحمن الرحيم ١٣ مايو ٢٠٢٥م *كيكل ،،،، ودموع حميدتي* ✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد

متابعة:اللحظة نيوز 

 

ذكر ( *كيكل* ) في ما ذكر للصحافيين الذين إلتقاهم في بورتسودان أنَّ حميدتي كان يبكي في صمتٍ ويسيل دمعهَ مدرارًا عندما يحدّثه عن الإنتهاكات والإغتصابات التي يقوم بها جنوده في المُدن والقُرى التي إجتاحوها، وذكر لهم بأنَّ النحافة والنحول التي ظهر بها إنما هي ناتجة عن ( *الصيام* ) فضلًا عن مرض باطني يعاني منه، وأنَّه مقيّد بالأمر الإماراتي.
هذه الجمل الفاصلة في حديث كيكل لها ظلال تمتد طويلًا كظلال شجر الدوم قبيل المغيب، خاصّةً والناس جميعهم قد مسّهم الضر من هذا الكائن الشائه المسمّى ( *حميدتي* ) الذي يسيل دمعه عند سماع سيء الأفعال لأوباشه، ولعلّ كيكل يعلم أن للتمساح دمعٌ كدمعِ صاحبه، يسيلُ في شدقيه يتحدّر بين شقوق الأصداف إلى أسفل الفك المفترس المليء بالأنياب القاتلة، يتربّص فريسته تحت عيون الماء في الموارد، ينقضُّ عليها وهي غافلة، يدور حول نفسه فيمزّقها تمزيقًا، فدموع حميدتي هي دموع المنافقين المتصنّعين اللابسين قناع البشرية وهم وحوش، ولذلك لا تخدع أحدًا، ولا تستدر تعاطف أحد.
أما إنّه قد أصبح ( *نحلان زمانه* ) كما روى ود ضيف الله عن الشيخ حمد النحلان ود الترابي زُهدًا وقُربى إلى الله أم بسبب المرض الباطني الذي يعاني منه ( *لا شفاه الله ولا سلّمه ولا عافاه* ) فقد تقدّم شمر بن ذي الجوشن وقطع رأس الحسين بن على سيّد شباب الجنة في مجزرة كربلاء ، حزّه وهو يقول ( *الله أكبر* ) وقِيل أنه رأى في المنام أنه يُنادى به إلى النار فذهب إلى مكّة ورآه الناس متعلقًا بأستار الكعبة يردّد ( *يا راحم ما أظنّك ترحم، ويا غافر ما أظنّك تغفر* ) تمامًا كما يفعل أوباش حميدتي يقتلون، وينهبون ويغتصبون تحت دويّ التكبير، في أغرب مفارقات القول والفعل { *كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ* }.
وبمراجعة مواقف الرجل ( *الكارثة* ) فهو الذي غدر بكُل من تعامل معه، بدءًا من موسى هلال، دبّر له مكيدة وأدخله السجن وولديه، وخان الرئيس السابق عمر البشير الذي إرتقى به هذه المراقي، وعَرّض بالبشير في أحاديثه وتصريحاته دون حياء، وغدر بصديقه ورفيق عمله البرهان ( *قبل الأحداث* ) مع إنَّ البرهان هو صاحب الفضل عليه في الإنضمام لمجلس السيادة، الأمر الذي يؤكّد أنَّ هذا ( *التمساح* ) مفطورٌ على المكر والخديعة، وينطوي على نوايا سوداء، فهو الذي قال : ( *العندو ناس أكتر مننا يرفع ايده* ) وهو الذي دعا الله إنَّ كان هذا الحق من عنده أن يُمطر عليه حجارة من السماء أو أن يأتيه بعذابٍ أليم، وقد وافق الدعاء الإجابة بحمد الله.
وهو الذي توعّد الشعب السوداني ( *سُكّان الخرطوم* ) بأنَّ العمارات دي إلا تسكنها الكدايس، وقد فعل.
وهو الذي هدّد الناظر ترك بأنَّ البحر الأحمر سيكون أحمرًا حقيقةً لا مجازًا بالدم، فردَّ عليه ترك تهديده بأنَّك إذا إستطعتَ فأفعل، وغير ذلك كثيرٌ ممن عاصر الرجل أو تعامل معه.
وقال كيكل أنه يُشرف على العمليات بنفسه، ويباشر الإمداد بالعربات والمؤن القتالية، فما هو مسرح عمليات حميدتي غير بيوت الناس، والقُرى الآمنة، والمُدن العزلاء، وأينَ مسرح عملياتهم غير جيوب الناس، ومظآن مدخراتهم وظهور رجالهم، وأعراض نسائهم، وأين مسرح عمليات حميدتي غير المنشآت والأسواق، والمدارس، والمشافي والمصانع، وهو إذ يمدّهم بالسلاح وأدوات القتل يعلم تمامًا ما يفعلون، وبل ويحرّضهم على ذلك مرارًا في خطاباته بـ ( *الطق النضيف* ) ويزيدهم حقدًا على حقدهم على ( *ناس الشمالية* ) ناس الإمتيازات ويأمرهم بملاحقتهم حتى دنقلا.
نعم يا كيكل هذا هو حميدتي النسخة الأصلية التي عرفها أهل السودان، وذاقوا ويلاتها، ولا سبيل إلا المضيّ في تدميرها نهائيًا بلا تراجع مهما كانت التضحيات، وبلا رحمة مهما سالت دموع التماسيح.
أما أنه مقيد بالأمر الإماراتي فهذا تأكيد المؤكّد بأنَّ المؤامرة ذات أبعاد خارجية تمتدُّ بعيدًا وراء الحدود ولا تقف حتى عند ( *أبو ظبي* ) وإنما إلى مراكز صناعة القرار في عالم الظل والحكومة العالمية، ودوائر الصهيونية والماسونية وأدواتها من الدول والمراكز، وأجهزة الإعلام، والشخصيات، ولذلك يتأكّد القول بأنَّ السودان يحارب عالمًا من الشر، وقد بدت بشائر نصره بفضل الله عليه، لأنّه صاحبُ حق، ومتعلّق بالله القويّ.

وحقَّ للتمساح ( *حميدتي* ) أن يبكي الآن ملئ أدمعه وينتحبُ كما ينتحب سادته الإماراتيين هذه الأيام يولول الرجال ( *الأشباه* ) كما تولول محروقة الحشا .
ليبكي على مُلكٍ فات، وجاهٍ تسرّب، ومال هلك، ونعمة زالت، وعامر تفرّق، وبنيان تهدّم، وجنّة إحترقت، وويل ينتظر، ومظالم مؤجّلة ليوم الدين.

*ويـلٌ لكُلِ أفّـاكٍ أثيـم*

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
سياسة الخصوصية