اعمدة الرأي

دكتورادريس السيدالبدوي٠٠٠( يكتب) تأمل بدقة في تجسيد الحج ليُسر الإسلام:

متابعة: اللحظة نيوز

مع أن الحج من أكثر العبادات مشقة وحاجة للصبر والتحمل، إلا أن المتأمل في تفاصيله والغائص في ثناياه يجد أنه لم يغادر مقصد اليسر الإسلامي بل يكرسه ويعززه، في كل محطاته؛ فالحج غير مطلوب ابتداء إلا ممن امتلك الاستطاعة: صحةً ومالاً وأمنا وعدم وجود شاغل يمنعه من السفر، كأن يكون الخادم الوحيد لوالديه في كبرهما أو لأحدهما!*
*ثم إن كثيراً من طقوسه تراعي الفروق الفردية بين الناس، فالمرء يطوف ويسعى وفق الاستطاعة، ويقف حيث تبلغ به رجلاه في عرفات، ويبيت في مزدلفة من الزمن بقدر ظروفه حيث سُمح للضعفاء بمغادرة مزدلفة إلى منى بعد منتصف الليل، ويختار من أنواع الحج الثلاثة ما يوافق ظروفه ويلائم استطاعته، ويذبح ما تيسر له من الهدي!*
*وايضا من مظاهر التيسير جواز تقديم بعض أعمال يوم العيد على بعض، فالسُّنة يوم العيد رمي جمرة العقبة أولاً، ثم ذبح الهدي، ثم الحلق أو التقصير، ثم طواف الإفاضة، هذا فعل النبي؛ لكن مَن قدم بعض هذه الأشياء على بعض جاز، قال رجل للنبي – صلى الله عليه وسلم -:* “زرت قبل أن أرمي؟”، قال: (لا حرج)، قال: “حلقت قبل أن أذبح؟”، قال: (لا حرج)، قال: “ذبحت قبل أن أرمي؟”، قال: (لا حرج) .
*ومن مظاهر التيسير التخيير بن الأنساك الثلاثة: الإفراد والقرآن والتمتع وعدم إيجابها جميعها أو جعلها منسكاً واحداً،وفي ذلك تخفيف على العباد.*
*ما يترتب على الإخلال فيه من جبره بالفدية ونحوها سواء حال ارتكاب محظوراً أو ترك واجب وغير ذلك من صور التسامح فيه.*
*وفي هذا الإطار كان الصحابة يسألون النبي صلى الله عليه وسلم في موسم الحج عن كيفيات مختلفة للعديد من مشاعر الحج، فكان يقول لكل واحد منهم: “إفعل ولا حرج”، حتى أن الدكتور سلمان العودة ألف كتابا عن فقه التيسير في عبادة الحج وجعل من عبارة النبي صلى الله عليه وسلم “افعل ولا حرج” عنوانا لكتابه!*

*معا نتأمل يسر و منافع _الحج*

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
سياسة الخصوصية