الأمين السياسي لحزب البعث القومي الاستاذ / كمال بولاد في حوار جرئ

حوار _ نشر ترياق نيوز
وزير «العدل» في حكومة حمدوك : حرب السودان ربما تستمر لسنوات ولا شرعية لأحد في السودان
فبراير 11, 2025
القيادي بتحالف قوى الاجماع الوطني الاستاذ. كمال بولاد في حوار مع ( ترياق نيوز) : . . يكشف عن تفاصيل دقيقة عن تحالف قوى الاجماع الوطني.. وماذا يدور داخل اروقة ( تقدم) وحكومة المنفى.. وأحداث ولاية الجزيرة
يناير 16, 2025
التطورات الأخيرة في المشهد السوداني سواء العمليات الحربية على الأرض ، التي تقدم فيها الجيش السوداني ميدانيا بصورة ( دراماتيكية ) ، في المقابل التطورات وسط القوى المدنية السياسية المناهضة للحرب وفك الارتباط في ( تقدم ) ، الأمر الذي أدى إلى بروز مكونين أثنين كل يحمل رؤى مختلفة عن الآخر ، مع الإبقاء على الأهداف الكلية ، هذه الأحداث طرحت كثير من الاسئلة والشكوك حول ما تخفيه الايام ، ( ترياق نيوز ) طرحت هذه التساؤلات على الأمين السياسي لحزب البعث القومي والقيادي ب ( تقدم ) سابقا الاستاذ / كمال بولاد واجاب بصراحته المعهودة وخبرته المعتقة في دروب النضال المدني من أجل إنجاز اهداف ثورة ١٩ ديسمبر المجيدة واهمها إحلال السلام والتحول المدني الديمقراطي ، وحتى لا نفسد عليكم متعة المتابعة فإلى ما أدلى به الاستاذ / كمال بولاد ل ( ترياق نيوز ) في المساحة التالية :
_ استاذ / كمال حدثنا عن الاجتماع الأخير ل ( تقدم ) وكيف تم فك الارتباط وإدارة هذه الخلافات ؟
ما حدث خلال الأيام الماضية فى تقديرى هو تجربة تضاف للتجارب المضيئة فى مسيرة القوي السياسية الوطنية ، ومسيرة الصراع السياسي والاجتماعي فى بلادنا ، وهى عمليه فك الارتباط ، بالصورة الديمقراطية التى حدثت خلافا لكثير من تجارب التحالفات التى تنتهى بخصومات وملاسنات تحتاج الى زمن حتى تذوب ،وحتى المناقشات التى صاحبتها منذ أن عرض موضوع تشكيل حكومه فى فلور اجتماع الهيئة القيادية ل (تقدم) بعنتبى فى نوفمبر الماضى ، كانت تتم بكل موضوعية واحترام للآخر ، حيث قال كل طرف دفوعه فى حوار مفتوح استمر لأكثر من ثلاثه ساعات وانتهى إلى تحويل الأمر إلى اليه سياسية واسعه، وتكونت الاليه من حوالى اكثر من ثلاثين عضوا مثلوا كل الفئات المكونه للتنسيقية ومادار فى جلسات الالية من حوار رفيع وهادىء ، والى أن وصل تقرير الآلية إلى اجتماع الهيئة القيادية المنعقد فى يوم ١٠ فبراير الجارى وتم كل ذلك فى مناخ ديمقراطي رحب وروح رفاقيه تسامت على كل تعقيد الواقع والخلافات حول الوسائل والتقديرات ، واكدت على الأهداف والغايات الاساسيه فى ايقاف الحرب ونزيف الدم السودانى وعودة السلام لكامل ربوع البلاد ووحدتها وعودة الحكم المدنى بعملية سياسية يتوافق عليها السودانيين ، وفى النهاية لكل تقديراته التى مضى اليها ، ولكن للتاريخ والحقيقة نقول معظم الذين اختاروا خيار تشكيل الحكومه كانوا فى مواقع دستوريه من سلطة الانتقال ، واختاروا خيار المعارضه لانقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م خلاف غيرهم الذى تماهى مع سلطة الانقلاب وركل التفويض الثورى الذى منح لسلطة الانتقال والذى دافعت عنه أرواح الشهداء أمام القيادة العامه للجيش صبيحة الساعات الاولى للانقلاب وفى الشوارع بعد ذلك ، وأعتقد كان موقفا صحيحا اثبت ذلك ترنح الانقلاب وفشله فى تكوين حكومه لمدة عامين ، ثم اختلاف اطرافه حتى قيام الحرب بينهما ، عموما نقول بعد الاتفاق على فك الارتباط اختارت حوالى ١٣ حزب سياسي و١٧ جسم وتجمع مهنى ونقابى و٨ تنسيقيات ولجان من تنظيمات لجان المقاومه وحوالي ٢٠ من ممثلى قيادات المجتمع المدنى والاهلى وأصحاب الأعمال والمبدعين والهيئة العليا لضباط وجنود متقاعدى الجيش والشرطه والامن (تضامن) وأشخاص زوى الإعاقة، اختاروا المسير فى اتجاه و رؤيه ما تم التأسيس عليه فى المؤتمر التأسيسى ل (تقدم) والمتمثلة فى عدم الانحياز لأى من أطراف الحرب العبثية واللعينه الدائرة الان والعمل على ايقافها بالضغط على اطرافها عن طريق النضال المدنى الصبور والرهان على الثورة وطريقها السلمي ، وذلك تحت اسم التحالف المدنى الديمقراطي لقوى الثورة(صمود).
هل خطاب الكراهية والعنصرية تمدد النخب وفك الارتباط جاء بدوافع جهوية وأثنية ؟
طبيعة المناخ السائد يا صديقي عبد الباقى وافرازات الحرب اللعينة وممارسات الاجهزة باسم وشرعية سلطة لا شرعية لها وصدور احكام لمجرد اللون أو القبيلو فى حالة اكبر تزوير للعدالة والقوانين مثل جملة أحكام بالإعدام لأشخاص لمجرد وجود تعليقات على الهواتف ، ثم الورثة الثقيلة التى كرسها حكم الاسلامويين خلال الثلاث عقود من فساد مالى واخلاقى نتيجته تفريخ هذا الخطاب البائس خطاب الكراهية السائد الان، مما فتح المجال من جديد لمثل هذا التفكير الذى تفضلت به ، والذى حاربه ابطال ثورة ١٩٢٤م قبل قرن من الزمان ، والكثيرين من بعدهم كأحد العوائق التى تمنع تشكيل ركائز الوحدة الوطنية وبناء المجتمع المتجانس ، وقد اجتهدت دوائر الوعى والاستنارة ومازالت ، منها الاحزاب لترسيخ ثقافة الوحدة فى التنوع ولكن لم يكتمل البناء حتى الان بسبب الحروب والاستبداد الشمولى ،والان هذه الحرب الأكثر تعقيدا وسلوك دعاتها من الدواعش هواة ذبح البشر وبقر البطون والانقسامات منذ انقسام جنوب فى ٢٠١١م ولا يكترثون الان حتى لفصل جزء اخر من هذا الوطن المكلوم ، شريطة أن يحكموا ، ولذلك لا استغرب أن يقال مثل هذا الكلام ولكن واقع المناقشات النظامية التى دارت والدفوع التى قدمت تؤكد غير ذلك التقدير ، ببساطه لان القضيه اكبر من أن تغزم فى اللون أو القبيله أو الجهة لان التقدير السياسى فيها له تبعات على مستوى الوطن ومستقبله وحتى على الاحزاب ومشروعاتها الفكرية والسياسية، والدليل على ذلك انظر إلى رئيس (تقدم) الذى هو الان رئيس تحالف (صمود) .وغيره من الأشخاص اذا كان هنا او هناك تدرك عمق الاختلاف فى الخيارات التى تمت ومسئوليتها .
_ ثم ماذا بعد ( تقدم ) وما هي الخطوات القادمة وعلى ماذا تستند ( صمود ) ؟
ما تواثقت عليه القوى السياسية والمدنية والمهنية ولجان المقاومة والجبهة الثورية باسم (تقدم) فى السابق هو مشروع وطنى أهدافه ايقاف الحرب وعودة الانتقال وفقا لعملية سياسية يتوافق عليها السودانيين ، هذا المشروع نفسه كانت (تقدم) ترهن عملية نجاحه ببناء المركز المدنى الواسع الذى يعبر عن كل السودانيين وتواصلت مع القوى الأخرى خارجها لهذا الهدف الكبير،، ومازالت الفكرة قائمة ،و(صمود) هى امتداد لذلك المشروع وسوف تمضى فيه وستعمل بكل فئاتها فى هذا المسعى ، كخطوة مهمة لايقاف الحرب والتوافق المدنى حول العملية السياسية واعادة البناء وذلك بالدعوة لتكوين اوسع جبهة مدنية كشرط ملح وضرورى فى هذه المرحلة ، سنواصل العمل فى هذا المشروع على الصعيد الداخلى بالعمل على تنظيم السودانيين فى النزوح واللجوء وكافة مناطق تواجدهم فى بلدان العالم ، وعلى الصعيد الدبلوماسي نتواصل مع المجتمع الاقليمي والدولى الحريص على مساعدة السودانيين فى إطار احترام سيادتهم وحقهم فى العيش الحر ، ومشاركة بلدهم فى تنظيماته ومنظماته الدولية والاقليمية المختلفة ، ثم التواصل مع أطراف الحرب لايقافها ودعوتهم للتفاوض والوصول إلى اتفاق ينهى الحرب من اجل وقف نزيف الدم السودانى المراق مجانا.وبناء جيش مهنى وطنى واحد وحل كافة المليشيات .
استاذ / كمال من يقف وراء فك الارتباط هل هي ضغوطات خارجية أو داخلية أم هنالك اتفاق سري سيظهر لاحقا ؟
اى كانت الاقاويل أو التكهنات… على القوى الوطنية مسئولية كبيرة فى الحفاظ على وحدة الوطن بإضافة إلى أن هذه القضية هى احد اهم مبادئها ، وبما أن هذه القوى تمتلك تنظيمات فرعية لها فى ارجاء الوطن المختلفة شمالا وغربا الخ .. وتحمل مشروعا فكريا وسياسيا الوحدة ركيزته الاساسية ، والتى ظلت تناضل من أجل ذلك المبدأ منذ تاسيسها، لذلك تظل قضية غير قابلة للمساومة ، ثم من أهم ما كرسته ثورة ديسمبر/أبريل المجيدة قضيه الحريات والتحول الديمقراطي ومحاربة الشمولية والإستبداد ، ولذلك لا مجال لأي شىء تحت التربيزة أو فوقها لتكريس الاستبداد وان عاد للسلطة مجددا ابشرك بأنه لن يعمر ، لان الوعى الذى صنعته الثورة ذهب بعيدا فى دواخل السودانيين مهما كانت قسوى الحرب عليهم فى أيامها الكالحات، وحزن فقد الاهل والسكن ولكن فور عودة الروح والرجوع للوطن سوف يتصاعد الوعى المتراكم وتبقى الحقيقه.
القفذ من ( تقدم ) ل ( صمود ) تم بطريقة كان هنالك وصفة جاهزة مسبقا لماذا ؟
قد يسأل الكثيرين لماذا هذه العجلة فى الاتصال والترتيب والتنظيم لفئات التحالف ووضع الاسم الجديد سريعا وكل هذا كان يمكن أن ينتظر لدعوة الاخرين من غير فئات التحالف ،الإجابة ببساطة أن الواقع متحرك بسرعة ولا ينتظر الفراغ ثم الحوجة إلى التحاور مع هذه الفئات حول مستقبل التحالف كل هذه المسائل تحتاج أن نعمل سريعا ، ولكن كل ما تم يندرج تحت خانة الترتيبات المؤقتة، وسوف تكون لجان للتقييم واخرى للمضىء فيما بدأ من جهود لبناء الجبهة الواسعه والتواصل مع الاخرين ، وكما قلت لك المشروع الذى طرح سوف يستمر ويبقى هو القاسم المشترك مع الاخرين فى إطار العمل المدنى السلمي وهذا احد الاسباب عدم الانحياز لأى من أطراف الحرب طيلة امدها .