اعمدة الرأي

رافعات للوعي: مهند عباس العالم” يكتب”

متابعة: اللحظة نيوز

 

الشعب السوداني شعبٌ عظيم يحمل في داخله إرثًا ثقافيًا وتاريخيًا عريقًا، شعب عانى الكثير لكنه لا يزال يحتفظ بقوة وعزيمة تمكنه من التغيير والبناء. نحن اليوم نعيش لحظة فاصلة في تاريخ بلادنا، تتطلب منا جميعًا أن نرفع وعيّنا لنتمكن من مواجهة التحديات التي تواجهنا بكل حكمة وإرادة. أنت أيها المواطن السوداني مأمور بالفروض التي هي السبيل للوصول إلى الغاية الحقيقية، فالغاية ليست مجرد العيش في سلام أو الاستقرار فقط، بل أن ننتقل إلى حقيقة الإيمان واتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله. هذه الغاية تكمن في السعي لأن نكون قدوة في أخلاقنا وأعمالنا، ونستقي من سيرته العطرة دروسًا في الصبر والعدل والمحبة والرحمة، فنقرأ سيرته لنعرف كيف نرتقي بأنفسنا وبمجتمعنا.

المعرفة هي المفتاح الذي يفتح لنا أبواب الوعي، وكلما تعمقنا في فهم تاريخنا وثقافتنا وقيم ديننا، كلما ازداد إدراكنا بمسؤولياتنا كأفراد وأعضاء في مجتمعنا. الوعي هو القوة التي تمكننا من اتخاذ القرارات السليمة، وتوجيه طاقاتنا نحو البناء والتقدم. في الوقت نفسه، لا بد أن نؤمن أن الوحدة هي من أهم ركائز النجاح، فتنوع قومياتنا وأعراقنا يجب أن يكون مصدر قوة وليس سببًا للفرقة. وحدة وطننا هي التي تحمينا من محاولات التفتيت التي تسعى لإضعافنا، لذلك علينا أن نزرع في قلوبنا المحبة والتسامح، وأن نرفض كل ما يفرق بيننا ويزرع الكراهية.

تحمل المسؤولية هو التزام علينا جميعًا، فالعمل من أجل بناء الوطن لا يقتصر على الحكومات أو الجهات الرسمية، بل هو دور كل فرد منا. كل منا مسؤول عن نفسه وعائلته ومجتمعه، ويجب أن نكون ملتزمين بأداء واجباتنا، والعمل بجد، ومساعدة الآخرين دون انتظار مقابل. هذا الالتزام يجعل مجتمعنا أكثر تماسكا وأمانا، كما يعزز من مكانة وطننا. كذلك، لا يمكننا أن نغفل أهمية الإيمان والتقوى في حياتنا، فهما الأساس الذي يقوم عليه كل تقدم حقيقي، وبهما نحافظ على أخلاقنا وقيمنا في مواجهة التحديات. الإيمان يمدنا بالقوة على الصبر والعمل، والتقوى تجعلنا نعمل بالعدل والصدق ونحترم حقوق الآخرين.

العمل الجماعي هو طريقنا لتحقيق الأهداف الكبرى، فلا يمكن لفرد واحد أن يحقق التغيير بمفرده. التعاون والتكاتف بين الناس هو ما يجعل جهودنا تتضاعف، ويجعل من مشاريعنا الصغيرة نجاحات كبيرة. من الضروري أن نشجع على تشكيل فرق ومجموعات تعمل من أجل خدمة المجتمع ونشر الوعي وتحسين الظروف المعيشية. هذا بدوره يقود إلى بناء مؤسسات تحترم القانون وتطبق العدالة، لأن احترام القانون هو ضمان لحماية الحقوق وفرض الواجبات على الجميع، ويجب أن نتذكر أن بناء الدولة لا يكون إلا بالالتزام بالقوانين واحترام المؤسسات.

أخيرًا، بالرغم من كل ما نمر به من أزمات وتحديات، يجب ألا نفقد الأمل أو نستسلم لليأس، فالتفاؤل هو وقود الروح ومصدر القوة التي تدفعنا للاستمرار. كل يوم جديد يحمل في طياته فرصة للبدء من جديد، وبالإرادة والعزيمة يمكننا أن نصنع واقعًا أفضل لأجيالنا القادمة. الشعب السوداني شعب قادر على صنع المستقبل بيديه، ورافعات الوعي هي أدواتنا لبناء وطننا، وبتطبيقها نستطيع أن نحقق السلام والازدهار الذي نطمح إليه.

مهند عباس العالم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
سياسة الخصوصية