اعمدة الرأي

دكتور ادريسالسيدالبدوي٠٠٠(يكتب)٠٠٠ *تأمل بدقة في يوم عرفة*

متابعة: اللحظة نيوز

*تأمل بدقة في يوم عرفة*

*مما امتازت به عشر ذي الحجة، وفضلت به على غيرها من أيام العام أن فيها يوم عرفة، وهو يوم من أعظم أيام الله، تغفر فيه الزلات، وتجاب فيه الدعوات، ويباهي الله بعباده أهل السماوات.*
*سن الله تعالى في خلقه سنّة التفضيل، ففضّل بعض الأيام على بعض، والأيام الفاضلة هي مواسم لنفحات الله يتفضل فيها على عباده فيغفر الذنوب، ويرفع الدرجات، ومن تلك الأيام الفاضلة يوم عرفة، فقيل إن يوم عرفة أفضل الأيام لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة؛ ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين، جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي، فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة»، وقيل يوم الجمعة لحديث :«لا تطلع الشمس على يوم أفضل من يوم الجمعة»، وقد وفق العلماء بين الحديثين بأن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، ويوم عرفة أفضل أيام العام؛ فنحن إذن نستقبل هذا العام أفضل الأيام باتفاق الرأيين لاجتماع اليومين في يوم واحد، وهو الاتفاق الذي حصل في حجة الوداع.*
*يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وقد اختلف أهل العلم في سبب التسمية بعرفة، ولهم في ذلك أقوال: أحدها أن آدم وحواء عليهما السلام افترقا بعد هبوطهما إلى الأرض ثم اجتمعا في هذا اليوم بعرفات وتعارفا؛ فسمي به. الثاني أن جبريل عليه السلام كان يري إبراهيم الخليل عليه السلام المناسك ويقول له: أعرفت؟ فيقول عرفت.*
*الثالث أن إبراهيم عرف فيه أن رؤياه حق فقد رأى في منامه ليلة التروية أنه يذبح ابنه فروى -أي نظر وتفكر- في يوم التروية هل رؤياه من الله أم من الشيطان؟ ثم تكررت له الرؤيا ليلة عرفة فلما أصبح عرف أنها من الله تعالى فسمي اليوم بعرفة.*
*وفي هذا اليوم من الفضائل ما لا يعدّ ولا يحصى، فهو سيد الأيام كما في الحديث وبه أقسم الله تعالى في قوله: {والشفع والوتر} فقد قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى والوتر يوم عرفة، وهو المشهود في قوله تعالى: {وشاهد ومشهود}، وقد وردت في فضله أحاديث كثيرة منها حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم»، وقد عدّه النبي صلى الله عليه وسلم عيدا فقال: «يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب».*
*ويطلب في هذا اليوم المبارك الإكثار من ذكر الله تعالى إذ هو من الأيام المعلومات في قوله تعالى:* {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات}.
*وفي صوم هذا اليوم لغير الحجاج أجر عظيم لا ينبغي أن يفوت المؤمن المتعرض لفضل الله تعالى، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صومه فقال: «يكفر السنة الماضية والسنة القابلة».*
*كم نحن في حاجة إلى اغتنام الفرص والأعمال الصالحات في هذا اليوم المبارك*

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
سياسة الخصوصية